يوم بالكفر ولا يدوم بالظلم والله لا يجب الظالمين ، ون الملك لله يؤتهي من يشاء والعاقبة للمتقين.
وكانت مدة سلطنتهم بمصر من سنة ٨٩١ ه ، وهذا كلام واقع فى البين.
ولنرجع إلى أحوال الملك الظاهر برقوق فنقول : أنه بعد سلطنته استمر على حاله سلطان إلى أن اختلف عليه الأمر ووقعت عليه حروب كثيرة ، ثم خلع وحبس فى «الكرك» ، ثم سحب من الحبس وجمع الجيوش وقاتل وغلب على المملكة ، وأعيد إلى السلطانة وصار يتتبع أعداءه ، وهل خرج عليه وخالفه ويقدم من وافقه إلى أن اصطفاهم ـ وما صفا له الزمان! ـ وظن أنه أمن ـ وأين الأمان فى يد الدهر الخوان؟! ـ.
ومالت شمس سلطنته إلى الزوال وانمحق بدر حياته ، ولا بد من المحق بعد الكمال ، وبرق برق وشاهد الانفصال ، فعهد بالسلطنة إلى ولده الناصر فرج بن برقوق وطلب الخليفة القضاة والأمراء وأشهد على نفسه أنه ترك السلطنة لولده فرج وسنه عشرة أعوام ، وعين الأتابك إيتمش النجاشى وزير التدبير للمملكة ، وتفى إلى رحمة الله تعالى فى ليلة الجمعة وقت التسبيح منتصف شوال سنة ٨٥١ ه.
وفى ذلك يقول أحمد المقرى :
مضى الظاهر السلطان أكرم مالك |
|
إلى ربه ترقى الخلد فى الدرج |
وقالوا ستأتى شدة بعد صوته |
|
فأكرمهم ربى فما جاء سوى فرج |
وخلف الظاهر برقوق من الذهب العين ألفى ألف دينار وأربعمائة ألف دينار ، ومن القماش والفرو والأثاث ما قيمته ألف ألف دينار وأربعمائة ألف دينار ، ومن الخيول المسومة والبغال الفارهة ستة آلاف جمل ، وكان عليق دابته فى كل شهر إحدى عشر ألف أردب شعير وفول.
وفى أيام الناصر فرج بن برقوق وقع حريق فى المسجد الحرام فى ليلة السبت لليلتين بقيتا من شوال ٨٥٣ ه ، وسبب ذلك : ظهور نار من رباط