رامشت الملاصق لباب الحزورة من أبواب المسجد الحرام فى الجانب الغربى منه.
وراشت هو الشيخ أبو القاسم إبراهيم بن الحسين الفارسى وقف هذا الرباط على الرجال الصوفية أصحاب المرقعات سنة ٥٢٩ ه ، فترك بعض أصحاب الخلاوى سراجا موقودا فى خلوته وبرز عنها فسحبت الفأرة الفويسقة فتيلة السراج منه إلى خارج فأحرقت ما فى الخلوة ، واشتعل اللهب فى سقف الخلوة وخرج من شباكه المشرف على المسجد الشريف ، واتصل بسقف المسجد والنهاية ، وعجز الناس عن طفيه لعلوه وعدم وصول اليد إليه فعم الحريق الجانب الغربى من المسجد الحرام ، واستمرت تأكل فى جانب السقف وتسير ولا يمكن للناس إطفائها لعدم الوصول إليها بوجه من الوجوه إلى أن وصل الحريق إلى الجانب الشمالى ، واستمر يأكل سقف الجانب الشمالى إلى أن انتهت إلى باب العجلة العجلة ، وكان هناك اسطوانتان هدمهما السيد العظيم الهول الذى دخل المسجد الحرام فى الثامن من جمادى الأولى فى ذلك العام ، يعنى عام حريق المسجد الحرام ، وأخرب عمودين من أساطين الحرم الشريف عند باب العجلة بما عليه من العقود والسقوف ، وكان ذلك سببا لوقوف الحريق وعدم تجاوزه عن ذلك المكان ، وإلا لكان يعم المسجد جميعه من الجوانب الأربعة فاقتصر الحريق على باب العجلة وسلم الله باقى المسجد الحرام ، وقيل :
فكم لله من لطف خفى |
|
يدق خفاه عن فهم الزكى |
فصار ما احترق من المسجد الحرام أكواما عظاما يمنع من رؤية الكعبة الشريفة ومن الصلاة فى ذلك الجانب من المسجد.
قال النجم بن فهد : «وتحدث أهل المعرفة بأن هذا يندب بحادث جليل يقع فى الناس وكان كذلك ، فقد وقعت المحنة العظيمة بقدوم تمر سنان إلى بلاد الشام وبلاد الروم وسفك دماء المسلمين وسبى ذراريهم ، ونهبت أموالهم وأحرق مساكنهم ودورهم كما هو مذكور فى التواريخ المفصلة.