المذكور ، فرمى بنفسه خلف المنديل من عسكره فوق ألف نفس تحطموا وكسروا وغرقوا ، وكانوا يعتقدون فيه الألوهية ، ويعتقدون أنه لا ينكسر ولا ينهزم ، إلى غير ذلك من الاعتقادات الفاسدة ، حتى وصلت أخياره إلى السلطان سليم خان (عليه الرحمة والرضوان) تحرك فيه قوة العصبة العصيبة وأقدم على نصر السّنّة الشريفة السنية.
وعد هذا القتال من أعظم الجهاد وقصد أن يمحو من العالم هذه الفتنة والفساد ، وينصر مذهب أهل السّنّة الحنيفة على مذهب أهل البدع والإلحاد ، ويأتى الله إلا ما أراد فتهيأ السلطان سليم بخيله ورجله وعساكره المنصورة ورجله وسافر لقتاله ، وأقدم على جلاده وجداله ؛ وهو بحر الجيش العرموم ، ويصول بسيف عزمه ، ويقدم ويتقدم إلى أن تلافى العسكران فى قرب بنزيز ، ورتب السلطان سليم عسكره ، وتنزل من عند الله الفتح القريب والنصر العزيز ، فتجالد الفريقان بجالدران وتطارد الفرسان يهدرون كالنجانى الفوائج فوق البحور الموائج ، وتصادمت فرسان الزحف والصيال تصادم أطواد الجبال ، وصارت نجوم الأبطال رجوم البطش والقتال ، فزلزلت الأرض زلزالها ، وأخرجت الأرض أثقالها ، وخليت المعركة سماغها من القطل وصواعقها بروق البيض من بريق الصقل ورعودها حليل السيوف ، فى أعناق الجحفل وغيوتها صبيب الدم من أوداج رؤوس تخر وتفصل ، وأحجار المدامع كجلمود صخر حطه السيل من أعلى إلى أن طارت قلوب العدا هواء وذهبت قواهم حيا ، وولوا على أعقابهم أدبارا ، وانهزم شاه إسماعيل ولم يجد له من دون الله أنصارا ، وضاقت الأرض حتى أن هاربهم ، إذا رأى غير شىء ظنه رجلا وقتل غالب جنوده وأمرائه ، وساقت العساكر المنصورية العثمانية من ورائه وكادوا أن يقبضوا عليه ففر من أيديهم وهم ينظرون إليه.
ونزل ما تجوله من يخمه من آثار تحملاته ، وكان لا نظير له ، فاغتنمه عسكر السلطان سليم ووطئت حوافر خيله أرض تبريز ونهى وأمر وقتل من أراد وأسر وأعطى الرعية تمام الأمن والأمان ، ونشر فيها أعلام الإيمان ، وأخذ من أراد منها من الفضلا الأفاضل والمتميزين فى الصنائع والفضائل ، وساقهم