بذنبه ، غفرت له ، فاستقبلته الملائكة بالردم ، قالوا : برّ الله حجك يا آدم ، قد حججنا هذا البيت قبلك بألقى عام ، قال : وما كنتم تقولون حوله؟ قالوا : كنا نقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. قال : فكان آدم عليهالسلام إذا طاف يقول هذه الكلمات ، وكان طواف آدم سبعة أسابيع بالليل وخمسة بالنهار.
قال نافع : وكان ابن عمر رحمهالله يفعل ذلك.
قال الأزرقى أيضا : «حدثنى محمد بن يحيى ، عن ابن عمر ، قال : حدثنى هشام بن عبد الرحمن ، وسليمان المخزومى ، عن عبد الله بن أبى سليمان ؛ مولى بنى مخزوم ، أنه قال : طاف آدم عليهالسلام سبعا بالبيت ، ثم صلى تجاه باب الكعبة ركعتين ، ثم أتى الملتزم ، وقال : اللهم إنك تعلم سرى وعلانيتى ، فأقبل معذرتى ، وتعلم ما فى نفسى وما عندى ، فاغفر لى ذنوبى ، وتعلم حاجتى فاعطنى سؤلى ، اللهم إنى أسألك إيمانا يباشر قلبى ، ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبنى إلا ما كتبت لى ، والرضا بما قضيت علىّ.
قال : فأوحى الله تعالى إليه : يا آدم قد دعوتنى بدعوات فاستجبت لك ، ولم يدعنى بها أحد من ولدك إلا كشفت همومه وغمومه ، ونزعت الفقر من قلبه ، وجعلت الغنى بين عينيه ، واتجرت له من وراء كل متاجر ، وأتته الدنيا وهى راغمة ؛ وإن كان لا يريدها.
قال : فمنذ طاف آدم عليهالسلام كانت سنة الطواف.
الثالث : بناء أولاد آدم عليهالسلام الكعبة المعظمة :
روى الأزرقى بسنده إلى وهب بن منبه ، قال : «لما رفعت الخيمة التى عزى الله بها آدم عليهالسلام من حلية الجنة حين وضعت له بمكة فى موضع البيت ، ومات آدم ، فبنى بنو آدم من بعده مكانها بيتا بالطين والحجارة ، فلم يزل معمورا يعمرونه هم ومن بعدهم ، حتى كان زمن نوح عليهالسلام فنسفه الغرق ، وغير مكانه حتى بوأ لإبراهيم». انتهى.