وإنّي على ما نالني منه من قلى |
|
لأشتاق من لقياه نغبة (١) ظمآن |
سألت جنوني فيه تقريب عرشه |
|
فقست بجنّ الشوق جنّ سليمان (٢) |
إذا ما دعا داع من القوم باسمه |
|
وثبت وما استثبتّ شيمة هيمان |
وتا لله ما أصغيت فيه لعاذل |
|
تحاميته حتى ارعوى وتحاماني |
ولا استشعرت نفسي برحمة عابد |
|
تظلّل يوما مثله عبد رحمان |
ولا شعرت من قبله بتشوّق |
|
تخلّل منها بين روح وجثمان |
أما الشّوق فحدّث عن البحر ولا حرج ، وأما الصّبر فاسأل به أية درج ، بعد أن تجاوز اللّوى (٣) والمنعرج ، (٤) لكن الشدّة تعشق الفرج ، والمؤمن ينشق من روح الله الأرج ، وأنّى بالصّبر على إبر الدّبر ، (٥) لا. بل الضرب الهبر ، (٦) ومطاولة اليوم والشهر ، تحت حكم القهر ، ومن للعين إن تسلو سلوّ المقصر ، عن إنسانها المبصر ، أو نذهل ذهول الزاهد ، عن سرّها الرائي والمشاهد ، وفي الجسد بضعة يصلح إذا صلحت ، فكيف حاله إن رحلت عنه وإن نزحت ، وإذا كان الفراق ، هو الحمام
__________________
(١) النغبة (بضم النون وفتحها) : الجرعة من الماء.
(٢) يشير إلى الآيات (٣٧ ـ ٤٣) من سورة النمل.
(٣) اللوى : ما التوى من الرمال ، ومسترق الرمل.
(٤) المنعرج : المنعطف.
(٥) الدّبر ، بالفتح وبكسر : الزنابير.
(٦) الضرب الهبر : الذي يلقى قطعة من اللحم ، وهو وصف بالمصدر.