خليليّ فيما عشتما هل رأيتما |
|
قتيلا بكى من حبّ قاتله قبلي (١) |
فولا عسى الرجاء ولعلّه ، لا. بل شفاعة المحلّ الذي حلّه ، لنشرت ألوية العتب ، وبثثت كتائبها ، كمناء في شعاب الكتب ، تهزّ من الألفات رماحا خزر الأسنّة (٢) وتوتّر من النونات أمثال القسيّ المرنّة وتقود من مجموع الطّرس (٣) والنّقس (٤) بلقا (٥) تردي (٦) في الأعنّة ، ولكنّه آوى إلى الحرم الأمين ، وتفيأ ظلال الجوار المؤمّن من معرّة الغوار عن الشمال واليمين ، حرم الحلال المزنية ، والظّلال اليزنية ، والهمم السّنية ، والشّيم التي لا ترضى بالدّون ولا بالدّنية ، حيث الرّفد الممنوح ، والطير الميامين يزجر (٧) لها السّنوح (٨) والمثوى الذي إليه ، مهما تقارع (٩) الكرام على الضيفان ، (١٠) حول جوابي الجفان ، (١١) الميل والجنوح :
__________________
(١) البيت لجميل بن عبد الله بن معمر العذري. انظر الأغاني بولاق ١ / ٥١.
(٢) يقال : هم خزر العيون : أي ينظرون نظرة العداوة ، وعدو أخزر العين : ينظر عن معارضة. وقد أسند ذلك إلى الرماح تجاوزا.
(٣) الطرس (بالكسر) : الصحيفة.
(٤) النقس : المداد.
(٥) جمع أبلق ؛ وهو الفرس الذي لونه سواد وبياض.
(٦) الرّدى : حركة الفرس بين العدو والمشي.
(٧) زجر الطير : تفاءل به.
(٨) سنح الطائر سنوحا : جرى على يمينك إلى يسارك ، والعرب تتيامن بذلك.
(٩) تقارع الكرام : ساهموا.
(١٠) الضيفان : جمع ضيف.
(١١) الجوابي : جمع جابية ؛ وهي الحوض يجبى فيه الماء للابل. والجفان : جمع جفنة ؛ وهي أعظم ما يكون من القصاع. وابن الخطيب يشير إلى آية : «وجفان كالجوابي» ٣٤ / ١٣. وعليه فتكون إضافة الجوابي إلى الجفان من إضافة المشبه به إلى المشبه. وانظر حاشية زاده على البيضاوي ٨ / ١٩٣.