نسب كأنّ عليه من شمس الضّحى |
|
نورا ومن فلق الصّباح عمودا |
ومن حلّ بتلك المثابة فقد اطمأنّ جنبه ، وتغمّد بالعفو ذنبه ولله درّ القائل :
فوحقّه لقد انتدبت لوصفه |
|
بالبخل لولا أنّ حمصا (١) داره |
بلد متى أذكره تهتج لوعتي |
|
وإذا قدحت الزّند (٢) طار شراره |
اللهمّ غفرا ، وأين قرارة النّخيل ، (٣) من مثوى الأقلف (٤) البخيل ، ومكذبة المخيل (٥) ؛ وأين ثانية هجر ، (٦) من متبوّأ من ألحد وفجر :
من أنكر غيثا منشؤه |
|
في الأرض ينوء بمخلفها |
فبنان بنى مزنى مزن |
|
تنهلّ بلطف مصرّفها |
__________________
(١) حمص Homs) عرضها الشمالي ٤٤ ـ ٣٤ ، وطولها الشرقي ٣٦ ـ ٣٦) بلد معروف يقع في منتصف الطريق بين دمشق وحلب. فتحها أبو عبيدة بن الجراح سنة ١٦ ه انظر ياقوت ٣ / ٣٣٩ تاج (حمص).
(٢) قدح الزند : رام الإيراء به.
(٣) يريد بسكرة لأنها كانت تسمى بسكرة النخيل لكثرة ما بها منه.
(٤) الأقلف : الذي لم يختن. يريد أنه لا يقاس بلد عربي أهله كرام ببلد عجمي أهله بخلاء ، والألفّ على رواية زط : العيّ اللسان ، يقال رجل ألفّ ؛ إذا كان عييا لا يحسن أن يتكلم.
(٥) يقول : إن هذا البلد يكذب ظن من خاله لأن ساكنيه بخلاء.
(٦) بلد بالبحرين معروف ، ويأتي الحديث عنه.