الأستاذ أبي العباس البطرني وغيره من شيوخه ؛ وعرضت عليه كتاب التّقصّي لأحاديث الموطأ لابن عبد البر ، حذا به حذو كتابه التّمهيد (١) على الموطأ ، مقتصرا على الأحاديث فقط. ودارست عليه كتبا جمّة ، مثل كتاب التّسهيل لابن مالك (٢) ومختصر ابن الحاجب (٣) في الفقه ، ولم أكملهما بالحفظ ، وفي خلال ذلك تعلّمت صناعة العربية على والدي ، وعلى أستاذي تونس : منهم الشيخ أبو عبد الله بن
__________________
(١) كتاب التمهيد ، لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ، شرح على الموطأ ، رتبه على أسماء شيوخ مالك على حروف المعجم. بدار الكتب الظاهرية بدمشق ، وبدار الكتب المصرية أجزاء مخطوطة منه. وأما كتاب التقصي فقد طبعته مكتبة القدسي سنة ١٣٥٠ بالقاهرة.
(٢) أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مالك الأندلسي الجياني النحوي المشهور (٦٠٠ ـ ٦٧٢) وكتابه تسهيل الفوائد جمع ـ في إيجاز ـ قواعد النحو ، ولذلك عنى به أعلام النحو قراءة وشرحا وإقراء.
وقد طبع بمكة سنة ١٣١٩ ه. مرآة الجنان ٤ / ١٧٢ ، طبقات السبكى ٥ / ٢٨ نفح الطيب ١ / ٤٢٧ بغية الوعاة ٣٥.
(٣) عثمان بن عمر بن يونس المعروف بابن الحاجب جمال الدين المصري (٥٧٠ ـ ٦٤٦). له مختصر في الفقه المالكي يسمّى المختصر الفقهي ، والفرعين والجامع بين الأمهات. أدخله إلى المغرب عبد الرحمن بن سليمان البجائي (المتوفى سنة ٧٧٣. أحمد بابا ص ١٦٨) وعنى بشرحه كثير من المغاربة ، كالقاضي ابن عبد السلام التونسي شيخ ابن خلدون ، وعيسى بن مسعود بن منصور المنكلاتي. وفي دار الكتب أجزاء من الشرحين معا. وشرحه من المصريين : الشيخ خليل المالكي وسمّى شرحه «التوضيح» ، وهو من مخطوطات دار الكتب أيضا. ولابن الحاجب مختصر آخر في أصول الفقه ، ويعرف عند القدماء بالمختصر الأصلي ، وهو اختصار لكتابه : «منتهى السول والأمل ، من علمى الأصول والجدل» ، وذكره ابن خلدون في آخر ترجمة الآبلى التي تأتى قريبا.
وقد تحدث ابن خلدون في آخر فصل الفقه من مقدمته عن مختصر ابن الحاجب الفقهي ، وعن تاريخ دخوله إلى المغرب ، وأثره في دراسة الفقه المالكي هنالك ، وعمن شرحه من علماء المغرب ، وعناية الفقهاء المغاربة به ـ بما لا يدع مجالا للريبة. (انظر رأيا يخالف هذا في فلسفة ابن خلدون الاجتماعية ص ١١ ، ١٢).
[المنهل الصافي ٢ / ٣٧١ ، مرآة الجنان ٤ / ١١٤ ، حسن المحاضرة ١ / ٢١٥ ، وفيات ١ / ٣٩٥.