بتونس ؛ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن جابر بن سلطان القيسي الوادياشي ، (١) صاحب الرحلتين ؛ وسمعت عليه كتاب مسلم بن الحجّاج ، إلا فوتا يسيرا من كتاب الصّيد ؛ وسمعت عليه كتاب الموطّأ من أوله إلى آخره ، وبعضا من الأمّهات الخمس ؛ وناولني (٢) كتبا كثيرة في العربية والفقه ، وأجازني إجازة عامّة ، وأخبرني عن مشايخه المذكورين في برنامجه ، أشهرهم بتونس قاضي الجماعة أبو العبّاس أحمد بن الغمّاز الخزرجي. (٣)
وأخذت الفقه بتونس عن جماعة ؛ منهم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الجيّاني ، وأبو القاسم محمد القصير ؛ قرأت عليه كتاب التّهذيب لأبي سعيد البرادعي (٤) ؛ مختصر المدوّنة ، وكتاب المالكية ، وتفقّهت عليه. وكنت في خلال ذلك أنتاب مجلس شيخنا الإمام ، قاضي الجماعة أبي عبد الله محمد بن عبد السلام ، (٥) مع أخي محمد رحمة الله عليهما. وأفدت منه ، وسمعت عليه أثناء ذلك كتاب الموطّأ للإمام مالك ، وكانت له فيه طرق عالية ، عن أبي محمد بن هارون
__________________
(١) محمد بن جابر بن قاسم القيسي الوادي آشي التونسي ؛ شمس الدين أبو عبد الله. (٦٧٣ ـ ٧٤٩) رحل إلى المشرق مرتين ، ولذلك سمّاه ابن خلدون صاحب الرحلتين. ديباج ص ٣١١ ، الدرر الكامنة ٣ / ٤١٣.
(٢) المناولة في اصطلاح المحدثين : نوع من الإجازة ، وهي أن يدفع الشيخ لطالبه أصل سماعه ، أو فرعا مقابلا بأصله ، ويقول له : قد أجزت لك في روايته عنّي (انظر كتب مصطلح الحديث).
(٣) هو القاضي أحمد بن محمد بن الحسن بن الغماز البلنسي ، ثم التونسي (٦٠٩ ـ ٦٩٣). ديباج ص ٧٦ ، أحمد بابا ص ٦٤ ، عنوان الدراية ص ٧٠ ، رحلة العبدري لوحة ١٢٨ أ(بمكتبة تيمور) ، المرقبة العليا ص ١٢٢.
(٤) أبو سعيد خلف بن أبي القاسم الأزدى المعروف بالبرادعي ؛ من علماء القرن الرابع (ديباج ص ١١٢).
(٥) محمد بن عبد السلام بن يوسف الهوارى ، التونسي ، القاضي ، يعرف بابن عبد السلام (٦٧٦ ـ ٧٤٩). ديباج ص ٣٣٦ ، أحمد بابا ص ٢٤٢ ، المرقبة العليا للنّباهي ص ١٦١.