والخطابة على المنابر ؛ لأنه كان كثيرا ما يصلّي بالسّلطان. فلمّا قدم علينا بتونس ، صحبته ، واغتبطت به ، وإن لم أتخذه شيخا ، لمقاربة السن ، فقد أفدت منه كما أفدت منهم.
وقد مدحه صاحبنا أبو القاسم الرّحوي شاعر تونس في قصيدة على رويّ النون ، يرغب منه (١) تذكرة شيخه أبي محمد عبد المهيمن في إيصال مدحه إلى السّلطان أبي الحسن ، في قصيدته على روي الباء ، وقد تقدم ذكرها في أخبار السّلطان. (٢)
وذكر في مدح ابن رضوان أعلام العلماء القادمين مع السّلطان وهي :
عرفت زماني حين أنكرت عرفاني |
|
وأيقنت أن لا حظّ في كفّ كيوان (٣) |
وأن لا اختيار في اختيار مقوّم |
|
وأن لا قراع بالقران لأقراني (٤) |
وأنّ نظام الشّكل (٥) أكمل نظمه |
|
لأضعف قاض في الدّليل برجحان |
وأن افتقار المرء في فقراته |
|
ومن ثقله يعني اللبيب بأوزان |
__________________
(١) كذا في الأصل.
(٢) انظر تاريخ ابن خلدون ٧ / ٢٧٠ ـ ٢٧٣.
(٣) كيوان : اسم لزحل ، وهو أحد الكواكب السيارة.
(٤) مقوم الكوكب : موضعه (طوله) من فلك البروج (الدائرة الكسوفية) ، والقران : اجتماع كوكبين سيارين في نقطة واحدة من فلك البروج ، ويشير الرحوى إلى ما يزعمه المنجمون من أن الكوكب إذا كان في موضع معين في فلك البروج ، أو اقترن بكوكب آخر في نقطة معينة ، كان له أثر حسن ، أو سيئ ، في أعمال الإنسان.
(٥) نظام الشكل : شكل الفلك ، يريد وضعه في وقت معين ، وهو ما يعرف عندهم بالنصبة الفلكية.
ونظام الشكل : كناية عن حسن دلالته. يقول. مهما انتظم الشكل فإنه أضعف فاض في دلالة القران على رجحان عمل على آخر.