ثم يقول في ذكر العلماء القادمين :
هم القوم كلّ القوم ، أما حلومهم |
|
فأرسخ من طودي ثبير (١) وثهلان(٢) |
فلا طيش يعروهم وأما علومهم |
|
فأعلامها تهديك من غير نيران |
بفقه يشيم الأصبحيّ (٣) صباحه |
|
وأشهب (٤) منه يستدلّ بشهبان |
وحسن جدال للخصوم ومنطق |
|
يجيئان في الأخفى بأوضح برهان |
سقت روضة الآداب منهم سحائب |
|
سحبن على سحبان (٥) أذيال نسيان |
فلم يبق نأي ابن الإمام شماخة |
|
على مدن الدّنيا لأنف تلمسان |
وبعد نوى السّطيّ لم تسط فاسه |
|
بفخر على بغدان في عصر بغدان |
وبالآبليّ استسقت الأرض وبلها |
|
ومستوبل ما مال عنه لأظعان |
__________________
(١) ثبير : جبل بظاهر مكة. (تاج العروس).
(٢) ثهلان : جبل في بلاد بني نمير. (تاج العروس).
(٣) يريد بالأصبحي مالك بن أنس الإمام المعروف ؛ لانتهاء نسبه إلى ذي أصبح. (ديباج ص ١١ ـ ٣٠).
(٤) هو أبو عمرو أشهب بن عبد العزيز بن داود الفقيه المالكي المصري (١٥٠ ـ ٢٠٤). وفيات الأعيان ١ / ٩٧.
(٥) هو سحبان بن زفر بن إياس الوائلي ، يضرب به المثل في البيان ؛ أدرك الإسلام ، ومات سنة ٥٤ ه.
ترجمته في شرح ابن نباتة على رسالة ابن زيدون ص ٧٥.