غازي (١) بن الكاس ، وابن رضوان على حاله ؛ ثم غلب السّلطان أحمد على الملك ، وانتزعه من السعيد ، وأبي بكر بن غازي ، وقام بتدبير دولته محمد بن عثمان بن الكاس ، (٢) مستبدّا عليه ، والعلامة لابن رضوان ، كما كانت ، إلى أن هلك بأزمور (٣) في بعض حركات السّلطان أحمد إلى مراكش ، لحصار عبد الرحمن بن بويفلّوسن (٤) ابن السّلطان أبي علي سنة (....). (٥)
وكان في جملة السّلطان أبي الحسن جماعة كبيرة من فضلاء المغرب وأعيانه ، هلك كثيرون منهم في الطاعون الجارف بتونس ، وغرق جماعة منهم في أسطوله لما غرق ، وتخطت النكبة (منهم) (٦) آخرين إلى أن استوفوا ما قدّر من آجالهم. فممن حضر معه بإفريقية من العلماء ، شيخنا أبو العبّاس أحمد بن محمد الزّواوي ، شيخ القراءات بالمغرب ؛ أخذ العلم والعربية عن مشيخة فاس ، وروى عن الرحّالة أبي عبد الله محمد بن رشيد ، وكان إماما في فن القراءات وصاحب ملكة فيها لا تجارى. وله مع ذلك صوت من مزامير آل داود ، (٧) وكان يصلّي بالسّلطان التّراويح ، ويقرأ
__________________
(١) الوزير أبو بكر بن غازي هذا ؛ كان له صيت وسطوة أيام بني مرين ، وكانت له كذلك صلة بلسان الدين بن الخطيب ، عند ما انتقل إلى المغرب. انظر تاريخ ابن خلدون ٧ / ٣٣٦ ، ٣٣٨ ، ٣٤٠ ، ٣٤١ ، ٣٤٣.
(٢) انظر ترجمة الوزير محمد بن عثمان في العبر ٧ / ٣٥١ ـ ٣٥٢ ، وبعض أخباره في ٧ / ٣٣٨ ـ ٣٤١ من العبر أيضا.
(٣) أزمور (Azemmour) ضبطها بالقلم بفتح الهمزة ، وبعدها زاي مفتوحة ، ثم ميم مشددة مضمومة ؛ وهي مدينة على ساحل المحيط بالمغرب الأقصى على الحافة اليسرى لمصب وادي أم الربيع. عرضها الشمالي ١٠ ـ ٣٣ ، وطولها الغربي ٢٠ ـ ٨. وانظر صبح الأعشى ٥ / ١٧٢.
(٤) في العبر (٧ / ٣٤٤ ـ ٣٤٧ ، ٣٧٨) تفصيل الحوادث التي كانت بين عبد الرحمن ابن بويفلوسن ، صاحب مراكش ، وأبي العباس صاحب فاس.
(٥) بياض بالأصل ، ج.
(٦) الزيادة عن ز.
(٧) ورد في لأبي موسى الأشعري ، أنه كان يقرأ ، فسمعه النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : لقد أعطيت مزمارا من مزامير آل داود ؛ يكنى عن حسن صوته. تاج العروس ٣ / ٣٤٠.