أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين ـ إجازة ـ قال : سمعت الشريف الفاضل أبا الحسن محمّد بن علي بن الحسين بن الحسن بن القاسم بن محمّد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن (١) بن علي بن أبي طالب الصّوفي السّنّي (٢) رحمهالله قال : سمعت إبراهيم بن علّان يقول : سمعت محمّد ابن أحمد بن سعيد البيروتي ـ رحمهالله ـ يقول : الحكيم بحر من البحور ، وجسر من الجسور ، إن غصت أخرجت اللآلئ ، وإن عبرت عليه أشرفت على المعالي.
٥٩٠٠ ـ محمّد بن أحمد بن سعيد بن الفضل أبو بكر البغدادي الكاتب (٣)
صاحب شعر مستحسن ، ونثر في الكتابة حسن.
قدم دمشق ، وكتب عنه أبو محمّد عبد الرّحمن بن علي بن صابر السّلمي.
أنبأنا أبو محمّد بن صابر ، ونقلته من خطه ، قال : سمعت الشيخ الرئيس الأجلّ أبا بكر محمّد بن أحمد بن سعيد بن الفضل البغدادي الكاتب يقول في استهداء مداد وأقلام وكاغد : محل مولاي الرئيس الأجلّ السيّد أطال الله بقاءه ، وأدام علاه وحرس عزّه وبهاه ، وكبت حسدته وأعلاه (٤) في نفسي ، ومكانه من نفننى (٥) وأنسي يوجب الانبساط فيما دقّ وجلّ ، وكثر وقلّ ، وإن كان كرمه مستفيضا وفضله طويلا عريضا ، وكان بيني وبين الوالد صداقة متأكدة ، ومودّة مستحصدة توجب مثل هذه الحال ، وأنا استمد من معونته مدادا كلون الشباب ، أو سويداء دائم الاكتئاب ، كأنما كرع في ناظري رشا مذعورا وسويداء قلب غير مسرور ، فإنّ الدواة قد شابت ذوائبها ، وتبسم قاطبها ، وضحكت مستديرة ، وأضاءت مستنيرة :
أشكو إليك مشيبا لاح بارقه |
|
في فرع رهماء تجري بالأساطير |
كانت مفارقها مسكا مضمّخة |
|
فما لها بدّلت منها بكافور |
ومقلة عهدت كحلا مرهها |
|
طول البكاء على بيض الطوامير |
__________________
(١) «بن الحسن» كذا كررت بالأصل ، وم ، وت ، ود ، وسقطت من الأنساب (الوصي).
راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ٧ ١ / ٧٧.
(٢) كذا بالأصل وم وت ود ، ولعله : «الحسني» راجع سير أعلام النبلاء والأنساب.
(٣) ترجمته في الوافي بالوفيات ٢ / ١١٠.
(٤) الأصل وم : واعداه ، وفي ت : واغداه ، ولعل ما أثبت عن د ، هو الوجه.
(٥) كذا رسمها بالأصل وم وت ود.