وفي القصص ، وجاء كذلك عن نافع. وفي مصحف عبد الله ط س م مقطوع ، وهي قراءة أبي جعفر. وتكلموا على هذه الحروف بما يشبه اللغز والأحاجي ، فتركت نقله ، إذ لا دليل على شيء مما قالوه.
و (الْكِتابِ الْمُبِينِ) : هو القرآن ، هو بين في نفسه ومبين غيره من الأحكام والشرائع وسائر ما اشتمل عليه ، أو مبين إعجازه وصحة أنه من عند الله. وتقدم تفسير (باخِعٌ نَفْسَكَ) في أول الكهف. (أَلَّا يَكُونُوا) : أي لئلا يؤمنوا ، أو خيفة أن لا يؤمنوا. وقرأ قتادة وزيد بن علي : باخع نفسك على الإضافة. (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ) دخلت إن على نشأ وإن للممكن ، أو المحقق المبهم زمانه. قال ابن عطية : ما في الشرط من الإبهام هو في هذه الآية في حيزنا ، وأما الله تعالى فقد علم أنه لا ينزل عليهم آية اضطرار ، وإنما جعل الله آيات الأنبياء والآيات الدالة عليه معرضة للنظر والفكر ، ليهتدي من سبق في علمه هداه ، ويضل من سبق ضلاله ، وليكون للنظرة كسب به يتعلق الثواب والعقاب ، وآية الاضطرار تدفع جميع هذا إن لو كانت. انتهى. ومعنى آية : أي ملجئة إلى الإيمان يقهر عليه. وقرأ أبو عمرو في رواية هرون عنه : إن يشأ ينزل على الغيبة ، أي إن يشأ الله ينزل ، وفي بعض المصاحف : لو شئنا لأنزلنا. وقرأ الجمهور : فظلت ، ماضيا بمعنى المستقبل ، لأنه معطوف على ينزل. وقرأ طلحة : فتظلل ، وأعناقهم. قال الزمخشري : فإن قلت : كيف صح مجيء خاضعين خبرا عن الأعناق؟ قلت : أصل الكلام : فظلوا لها خاضعين ، فأقحمت الأعناق لبيان موضع الخشوع ، وترك الكلام على أصله كقولهم : ذهبت أهل اليمامة ، كان الأهل غير مذكور. انتهى. وقال مجاهد ، وابن زيد ، والأخفش : جماعاتهم ، يقال : جاءني عنق من الناس ، أي جماعة ، ومنه قول الشاعر :
إن العراق وأهله عنق إليك فهيت هيتا
وقيل : أعناق الناس : رؤساؤهم ، ومقدموهم شبهوا بالأعناق ، كما قيل :
لهم الرؤوس والنواصي والصدور
قال الشاعر :
في مجفل من نواصي الخيل مشهود
وقيل : أريد الجارحة. فقال ابن عيسى : هو على حذف مضاف ، أي أصحاب الأعناق. وروعي هذا المحذوف في قوله : (خاضِعِينَ) ، حيث جاء جمعا للمذكر