ساحل البحر الذي يدعى الأوقيانوس المغربي ؛ وماء هذا البحر يشبه ماء الأوقيانوس المشرقي في لونه وطعمه ورائحته ، وكل ما كان من العمارة في المغرب من شمال هذا البحر وجنوبه ، متصل به. ولا يمكن عبوره بالسفينة إلا في المناطق القريبة من العمارة.
ثم إنهم تفحصوا فوجدوا أن كلا البحرين هما بحر واحد يدور حول الأرض من المشرق إلى المغرب ويمر بالقطبين. وبسبب هذا البحر لا يعلم أحد خبر ما في النصف الآخر.
٥ ـ أما خط الاستواء في هذا النصف ، فأغلبه يمر بالبحر الأعظم ، وتقع العمارة من خط الاستواء باتجاه الشمال في ٦٣ درجة ، وأما ما يلي ذلك فلا يستطيع كائن أن يعيش فيه لشدة البرد حتى القطب الشمالي.
بينما الناحية الجنوبية من خط الاستواء ، ففي بعضها بحر ، وفي الآخر حر شديد ، وأهلها بعيدون عن طباع الناس ، وهم زنوج وأحباش وأمثال ذلك. أما ما يلي تلك الناحية وحتى القطب الجنوبي فلا يمكن أن يعيش فيه أحد لشده حرة. وبالله التوفيق.