١٢ ـ رمل المعدن (١) : يقع إلى الشرق منه خليج البربر وخليج إيلة. وإلى جنوبه مفازة البجة ، وإلى غربه حدود النوبة ومصر. وإلى شماله خليج القلزم. وفيه الذهب. ويدعى رمل المعدن لأن الناس يجدون فيه الذهب الكثير.
١٣ ـ ومفازة أخرى تحدها من المشرق بلاد الحبشة ، ومن الجنوب بلاد البجة ، ومن المغرب بلاد النوبة. ومن الشمال الرمل الذي وصفناه.
١٤ ـ رمل جفار (٢) : فى مصر. مشرقه عسقلان حتى البحيرة الميتة ، وجنوبه وغربه الفسطاط. وشماليه من بحيرة تنيس حتى عسقلان.
١٥ ـ وآخر ببلاد المغرب من حدود مصر ، من جبل الواحات وبرقة وطرابلس حتى حدود السوس الأقصى. فأغلب كل ذلك مفازات.
١٦ ـ رمل المعدن (٣) : فى هذه الناحية من المغرب ، وهو رملة شاسعة بحدود سجلماسة وفيه ذهب كثير.
١٧ ـ وجنوبى خط الاستواء جميعه مفازات ، والعمارة هناك بأسرها فيها إلا القليل منها فإنه فى الجبل.
١٨ ـ كذلك فى القسم الشمالى من عمارة العالم الذي هو فى الربع الشمالى من حد الصين حتى حدود [١٣ أ] الخزر فجميعه مفازات ، وإن أغلب أماكن الأتراك فى المفازات إلا القليل منها فإنه فى الجبال. وفيها مياه جارية وأشجار ومزارع.
هذه هى المفازات والرمال الكبيرة والمعروفة فى بلاد المسلمين. كما ذكرنا تلك التى فى بلاد الكفر ـ باستثناء ما هو ببلاد الأتراك ـ والله أعلم وبالله التوفيق.
__________________
(١) في مسالك الممالك للإصطخري (ص ٣٥): " وينتهي حدّ البجة إلى ما بين الحبشة وأرض النوبة وأرض مصر وينتهي إلى معادن الذهب".
(٢) في معجم البلدان (٢ / ٩٠): " الجفار أرض من مسيرة سبعة أيام بين فلسطين ومصر ، أولها رفح من جهة الشام".
(٣) في مسالك الممالك للإصطخري (ص ٣٩) عن سجلماسة : " وهي قريبة من معدن الذهب بينها وبين أرض السودان وأرض زويلة. ويقال إنه لا يعرف معدن للذهب أوسع ذهبا ولا أصفى منه إلا أن المسلك إليه صعب والاستعداد شاق جدا". وقد نقل حافظ أبرو في جغرافيته (١ / ٢٦١) نص كلام الإصطخري آنفا (انظر عن ذهب سجلماسة : الروض المعطار ، ٣٠٦).