٤ ـ فنصور (١) : مدينة كبيرة يؤمها التجار. يؤتى منها بالكافور الكثير. مرفأ على ساحل البحر. ملكها يدعى سطوها. وهي بلاد مستقلة. وفيها عشرة ملوك جميعهم تحت سطوها.
٥ ـ هدنجيره (٢) : مدينة طول سوقها فرسخ واحد. ملكها سطوها. جميلة وذات خيرات.
٦ ـ قمار : مدينة كبيرة (٣). وملوك قمار أعدل الملوك في الهند. والزنا مباح في جميع أرجاء الهند إلا في قمار فهو حرام. وهدايا ملوك قمار سن الفيل والعود القماري.
٧ ـ نمياس وهركند وأورشين وسمندر وأندراس : خمس مدن كبيرة على ساحل البحر تابعة لمملكة دهم. ولم ير أحد أكبر من دهم. ويقال إنه يخرج منها ثلاثمائة رجل للقتال. ولا يوجد العود الرطب ببلاد الهند إلا في مملكتي القامرون ودهم.
يزرع في هذه المدن القطن ، وهو جيد ووفير. ويطلع على أشجار تجنى الواحدة منها لسنوات.
وتجارة هذا البلد تكون في الشنك الذي ينفخ فيه كالبوق (٤). والأفيال في هذه البلاد كثيرة.
__________________
(١) " فنصور بنجور : ميناء معروف يقع على الساحل الغربى لجزيرة سومطرة. ويقول فراند إنه توجد بنجور أخرى وهى جزيرة على الساحل الشرقى لسومطرة" (Minorsky ,Hudud ,p. ٠٤٢ ـ ١٤٢). وفى الجغرافيا لابن سعيد (ص ١٠٨) وصف أكثر تحديدا لها : " فنصور التى ينسب إليها الكافور الفنصورى. وجبال الكافور ممتدة من المدينة إلى قرب آخر الجزيرة من غرب إلى شرق. وفى وسط الجزيرة على جبال الكافور ، قاعدتها مدينة الجاوة ، وبها صاحب الجزيرة وما جاورها من الجزر المنسوبة إليها".
(٢) نرجح أنها هدكيرة الواردة فى طبائع الحيوان (ص ٣٥) حيث قال المروزى إنها تابعة لملك دهم.
(٣) قمار كمبوديا. إن كون الزنا ممنوع فيها ورد لدى ابن رسته (ص ١٣٢) رواها عن أبى عبد الله محمد بن إسحاق الذي أقام فى كمبوديا لمدة سنتين ، وهو" إن عامة ملوك الهند يرون الزنا مباحا ما خلا ملك قمار فإنى دخلت مدينته وأقمت عنده بها سنتين ، فلم أر ملكا أغير ولا أشد فى الأشربة منه ، فإنه يعاقب على الزنا والشرب بالقتل". سيتردد صدى هذه العبارة فى المؤلفات الجغرافية التالية حيث نجدها لدى ابن خرداذبه (ص ٦٦ ـ ٦٧) وابن الفقيه (ص ٧١) وفى طبائع الحيوان (ص ٣٤) ، ولدى الإدريسى (١ / ٧٤) والحميرى (ص ٤٧١).
(٤) فى أخبار الصين والهند (ص ٣٢): " سرنديب .. وفى بحرها اللؤلؤ والشنك وهو هذا البوق الذي ينفخ فيه". وفسره محقق الكتاب الأستاذ إبراهيم خورى بقوله : " شنك : كلمة سانسكريتية تعنى صدفة. يقصد بها هنا صدفة بحرية كبيرة كانت تستعمل لصنع الخلاخل وأبواق الجيش والاحتفالات الدينية" (ص ١١٤).