وهي قليلة الخيرات. وملك هذه البلاد يدعى خاقان التبت.
وإن من عجائب التبت أن من دخلها لم يزل ضاحكا مسرورا من غير سبب حتى يخرج منها(١).
١ ـ رانغ رنغ : (٢) بلد من التبت متصل بالهند والصين ، وليس فى التبت [١٦ ب] بلد أكثر فقرا منه. أهله يسكنون الخيام وثروتهم النعاج. ويأخذ خاقان التبت الجزية منهم بدل الخراج. وطول هذا البلد مسيرة شهر في عرض مسيرة شهر.
ويقال إن في جبالها معادن الذهب ويجدون فيه قطع الذهب كل قطعة منها بعدة رؤوس من النعاج. ومن أخذ من ذلك الذهب وحمله إلى بيته ، وقع في بيته الموت حتى يردّه إلى موضعه.
٢ ـ تبت بلور : بلد من التبت متصل بحدود بلور. أغلب سكانه تجار يقيمون في الخيام. ومساحته مسيرة خمسة عشر فرسخا طولا في عرض خمسة عشر فرسخا.
٣ ـ نزوان : بلد هو أغنى بلدان التبت ، ذو ثروات كثيرة. وفيه قبيلة تدعى ميول ، وملوك التبت من هذه القبيلة. وفيه قريتان ، إحداهما صغيرة تدعى نزوان ؛ والأخرى ميول. وهو قليل الخيرات لكن الثروة فيه كبيرة ، ففيه الذهب والصوف وكثير من الآلات.
٤ ـ برخمان : مدينة فيها تجار كثيرون.
٥ ـ لهاسا : مدينة ، فيها بيوت للأصنام ومسجد للمسلمين ، وبها قليل من المسلمين.
٦ ـ زوه : من حدود توسمت. قرية صغيرة.
__________________
ـ ولا بأس أن نذكر حدودها كما هى لدى الكاشغرى (١ / ٢٩٦): " تبت" جيل فى بلاد الترك يكون ظباء المسك فيقطع سرتها ، وهى نافجة المسك .. شرقيهم الصين وغربيهم قشمير وشماليهم أيغر وجنوبيهم بحر الهند" وقد ذكر هذه البلاد ماركو بولو (ص ١٩٧ ـ ١٩٨) وتحدث عن عاداتهم ، ومنها ما يتعلق بالعلاقات بين الجنسين.
(١) مرّ الحديث عن هذه الأسطورة فى مقدمة الكتاب.
(٢) فى طبائع الحيوان (ص ١٦): " ومن التبتية جنس يقال لهم رانك رنك وهم فقراء ضعفاء ولهم معادن الذهب والفضة" ثم ذكر نفس المعلومات المتعلقة بقطع الذهب. ونص عبارته : " القطع الكبار من الذهب مثل رؤوس الحملان والجداء". فعبارة" كل قطعة منها بعدة رؤوس من النعاج" يخشى أن تكون ترجمة رديئة إلى الفارسية من المصدر المشترك للمروزى فى كتابه طبائع الحيوان ولمؤلفنا المجهول فى حدود العالم. وقد نقل القزوينى (آثار البلاد ، ٥٩٠) خبر قطع الذهب هذا عن صاحب تحفة الغرائب الذي لا يعرف من يكون والذي أكثر القزوينى فى النقل عنه فى عجائب المخلوقات أيضا.