العثمانية الكلاسيكية الخاص بالعناصير المختلفة عمل على تأمين ارتباط الأهالي في مدينة كربلاء بالإمبراطورية العثمانية.
ويمكن تلخيص مفاهيم نجيب باشا أحد ولاة بغداد عن الإدارة في كربلاء كما يلي : «إن مال كل العناصر الموجودة داخل الدولة هو مال الدولة وروحهم روحها بموجب الأحكام الشرعية ، ولهذا لا يجب إظهار أي تصرف أو تعامل خاص بمنع أو إبطال الأصول والطقوس التي اعتادت عليها كل الأمم المختلفة الموجودة في الدولة ، إذا كانت بشكل لا يخل بأمن الدولة وسيادتها» (١).
وفي مقابل العامل الشيعي الذي ضمن لإيران بسط نفوذها في المنطقة ، تمكنت الدولة العثمانية من بسط نفوذها في كربلاء بتمسكها بالمعتقدات السنية التي تأمر بإعطاء الأهمية اللازمة للعلماء الشيعة والسنة وإظهار الحب والاحترام لآل البيت والاهتمام بكل ما هو ديني سواء كان سنيّا أم شيعيّا.
وهنا توجد عدة أسئلة سنجد الإجابة عليها في هذا الفصل ألا وهي : ما العوامل السياسية التي كانت موجودة في كربلاء؟ وماذا كان دورها؟ لا جرم أن الدولة العثمانية ودولة إيران كانتا العامل السياسي الأول في المنطقة فيما بين القرن السادس عشر والقرن التاسع عشر ، كما أن العوامل الخارجية لعبت دورا غير مباشر في تفكير الدولتين ، فقد تحققت تلك النزاعات عند ما شعرت إيران بأنها تمتلك من القوة ما يؤهلها للوقوف ضد الدولة العثمانية ، وقد تحقق ذلك مرتين الأولى : منهما في عهد الشاه عباس الكبير (١٥٨٧ ـ ١٦٢٩ م) والأخرى : في عهد ناصر شاه (١٧٣٦ ـ ١٧٤٧ م) وفي كلتا المرتين سنحت الفرصة لنشر وتطوير
__________________
(١) BOA ,I.MSM ٠٤٨١ ,Lef : ٧١.