فجأة على بغداد ، ونهب قوافل تجار وزوار المقامات المقدسة في نواحي الحلة والنجف وكربلاء ثم عاد إلى الجزيرة مرة أخرى ، وبعد تلك الضربة التي قام بها صافوق تصرف بلين مع علي رضا باشا ، والتحق بجيش علي رضا باشا في صحراء نصيبين ، وبالرغم من أن علي رضا باشا كان يعلم بتلك الانحرافات التي قام بها صافوق ، إلا أنه وافق على ضمه إلى جانبه بسبب الظروف الموجودة في المنطقة ، وانصاع صافوق أيضا لأوامر علي رضا باشا وانضم لحملة بغداد (١).
لقد جعلت أحداث السرقة وقطع الطريق التي تمت في بغداد بشكل عام في بدايات القرن التاسع عشر أهالي كربلاء في حالة اضطراب دائم ، وهو ما جعلهم يرفضون تبعيتهم للدولة العثمانية ، وهناك أمر آخر أغضب أهالي كربلاء وهو التأخر في مجال الزراعة ، فبينما كانت كربلاء تنتج عشرة آلاف كيلة من الحبوب في عهد داود باشا آخر ولاة المماليك ، لم تتمكن من إنتاج نفس النسبة في ١٣ ـ ١٤ سنة الأخيرة ، وبعد ما كان أهالي كربلاء يقتربون من إيران بسبب المذهب فقط أصبحوا يفكرون في التخلي عن الحكم العثماني كلية بسبب سوء الحالة الاقتصادية (٢).
وهناك سبب آخر دعا لعدم استقرار الأمور في كربلاء وهو الأصول المتعبة التي طبقها علي رضا باشا في جمع الأعشار من الأهالي ، فبجانب الضرائب الباهظة التي كانت تجمع من الأهالي كان الملتزمون يتعاملون بقسوة مع الأهالي أثناء جمع تلك الضرائب إذا لم يحققوا شيئا زائدا للوالي وعلى هذا كانت تلك الضرائب سببا في نفور الأهالي من الإدارة. (٣)
تتكون أراضي كربلاء والسناجق المجاورة لها من الأراضي الخصبة
__________________
(١) el ـ Bustani ,a.g.e.,s.٥٩١.
(٢) BOA ,I.MSM ١٣٨١ ,Lef : ٠٢.
(٣) BOA ,I.MSM ١٣٨١ ,Lef : ١١ ,٧٢ L ٨٥٢١.