التي تروى من نهر الفرات ، وكانت توجد ترع صغيرة تسمى (خرق) تعمل على تأمين وصول مياه نهر الفرات إلى كل الأراضي ، وكما هو معروف فإن القنوات المائية في بلاد العراق وغيرها تمثل أهم عنصر يوضح درجة وقيمة المقاطعات ، وكانت تلك الخروق المائية سببا في ظهور بعض النزاعات والصراعات للاستحواذ عليها ، وقد حدثت واحدة من تلك الصراعات على الخروق المائية بين سنجق الحلة وسنجق هندية الذي يعد أهم سناجق كربلاء من الناحية الاقتصادية ، فكان نهر الفرات يجرى بالقرب من سنجق الحلة ، ويوجد بالحلة ٢٠ مقاطعة تقريبا تمتد بها خروق مائية متصلة بنهر الفرات ، لذا ازداد الانتاج الزراعي بشكل كبير هناك ، ولشق قناة عملت على صبّ مياه النهر في سنجق هندية أصبحت الحلة بدون مياه ، وبالتالي اضطربت المقاطعات الموجودة بها ، الأمر الذي جعل أصحاب المقاطعات بالحلة يخبرون الوالي علي رضا باشا بالأمر ، إلا أن الوالي لم يفعل لهم شيئا في هذا الشأن ، وبالرغم من أنه يشغل منصب والي بغداد أكبر رتبة إدارية في المنطقة إلا أنه لم يتمكن من فعل أي شيء لأهالي الحلة وذلك لأن عشائر هندية أقوى بكثير من العشائر الموجودة في الحلة ، وبالتالي قلت الزراعة في الحلة التي ظلت بلا مياه وافتقر أهلها ، وأدى هذا التوتر الواقع بين عشائر هندية والحلة إلى فساد الاستقرار في المنطقة من كافة الوجوه ، وبالطبع كانت تلك الأحداث والتطورات الكائنة في المنطقة سببا في تكوين رأي عام سلبي ضد الدولة (١).
حقيقة الأمر أن التطورات التي أدت إلى حادثة كربلاء لم تكن من داخل سنجق كربلاء فحسب بل من خارج السنجق أيضا ، وكانت إيران تتدخل في التغييرات الإدارية التي لم تستصوبها في بغداد بصفة عامة ؛ وكان هذا سببا في زيادة التوتر الكائن في المنطقة ، وفي الوقت الذي
__________________
(١) BOA ,I.MSM ٢٣٨١ ,Lef : ٢ ,٨ Ca ٨٥٢١.