وجب فيه على والي بغداد عزل مير ميران أحمد باشا متصرف سنجق بابان بموجب الاتفاقية الموقعة بين الباب العالي وإيران لم يعزل المتصرف المذكور ، وكان هذا أيضا سببا في حدوث ردّ فعل لإيران ، وزادت تلك الحادثة من التوتر الكائن بين الدولتين العثمانية والإيرانية (١).
ومن النقاط الأخرى التي أقلقت إيران التنظيمات الجديدة المتعلقة بالتجار والزوار القادمين إلى بغداد ، فقبل تعيين نجيب باشا واليا على بغداد (١٨٤٢ ـ ١٨٤٧ م) بعد علي رضا باشا كان يتولى جمع الضرائب من الإيرانيين المتسلمين ذوي الأصول الإيرانية والتابعين للدولة العثمانية ، أما في عهد ولاية نجيب باشا عهد بتلك المهمة إلى المتسلمين المحليين أي من ليسوا ذوي أصول إيرانية ، وبالرغم من أن هذا الإجراء لم يعجب الزوار والتجار الإيرانيين إلا أنه كان إجراء ضروريّا يجب على الدولة العثمانية اتخاذه لتحقيق مركزية الإدارة ، وقد طبق نجيب باشا إجراء جديدا مشابها لهذا الإجراء في البصرة وحقق نجاحا كبيرا (٢) ، فقد تمكن بهرام أغا الذي عين متسلما على البصرة من إقناع الزوار والتجار بتطبيق هذا النظام الجديد ، حتى إنه تقرر منحه وساما وإحسانا سلطانيّا هو وشاكر بك لنجاحهما في هذه المهمة (٣) ، إلا أن نجيب باشا لم يتمكن من إيجاد متسلمين ناجحين بهذا القدر في سنجق كربلاء ، ولذا ظهرت ردود فعل واسعة النطاق عند تطبيق هذا النظام الجديد ، وأصبحت تلك المسألة بمثابة المشكلة الجديدة في المنطقة.
أرسلت الحكومة العثمانية محمد نامق أفندي إلى بغداد ليبحث حادثة كربلاء ، وقام محمد نامق أفندي بالتفتيش في كربلاء ، وأخبر
__________________
(١) BOA, I. MSM ٢٣٨١, Lef : ٥, ٠١ Ca ٨٥٢١. El ـ Bustani, a. g. e., s. ٣٨٢.
(٢) BOA ,I.MSM ٢٣٨١ ,Lef : ٣ ,٤١ Ca ٨٥٢١.
(٣) BOA ,I.MSM ١٣٨١ ,Lef : ٤ ,٤١ Ca ٨٥٢١.