استشهد الإمام الحسين بن علي رضياللهعنه في وادي كربلاء في ١٠ محرم عام ٦١ ه (٦٨٠ م) في الحرب التي دارت بينه وبين نائب الكوفة عندما كان الإمام الحسين ذاهبا إلى العراق ليتولى منصب الخلافة ، ودفن جسدا بلا رأس في الحائر ، وعرف المكان الذي دفن فيه باسم ضريح الحسين ، وبعدها بفترة قصيرة أصبح هذا المكان مزارا مشهورا ومقاما مقدسا عند الشيعة (١) ، والسبب في كثرة زيارة الشيعة لهذا المكان هو الروايات التي وردت عن الإمام زين العابدين والإمام محمد الباقر والإمام جعفر الصادق ، فقد لفت هؤلاء الأئمة الانتباه إلى مشروعية وفضائل زيارة ضريح الإمام الحسين (٢).
وإذا أردنا النظر إلى تاريخ كربلاء قبل وبعد الإمبراطورية العثمانية ،
__________________
في كربلاء. وعرف ضريح الحسين في كربلاء قبل ضريح الإمام علي في النجف ، وجابر بن عبد الله هو أول من زار هذا القبر بعد حوالي ٤٠ يوما من أحداث كربلاء. ويوجد في عتبة الكاظمية قبر كل من الإمام السابع موسى الكاظم والإمام التاسع محمد التقي. وذكر أولياء جلبي أن هارون الرشيد هو مشيد ضريح الإمام موسى الكاظم. وتقع العتبة الأخرى في مدينة سامراء الواقعة على بعد ١٠٠ كم شمال بغداد. ويوجد في سامراء التي أنشاها الخليفة المعتصم ضريح الإمام العاشر علي الهادي والإمام الحادي عشر حسن العسكري. أما الإمام الثاني عشر «المهدي» فيعتقد أنه فقد في سرداب ضريح الإمام حسن العسكري. انظر :
Avni Ilhan, Atebat, DIA, Istanbul ١٩٩١, c. ٤, ٩٤ ـ ٠٥.
ويوضح الكاتب سواين صن كوبر في كتابه «عبر تركيا وبلاد العرب» أن كربلاء تعتبر الموقع الرابع المقدس لدى المسلمين الشيعة. ويروى فيه على لسان شيخ من كربلاء الأماكن المقدسة على الترتيب الآتي : مكة ، المدينة ، النجف ، كربلاء ، الكاظمية ، المشهد ، سامراء.
) H. Swainson Cowper, Through Turkish Arabia, LONDON, ٧٨٩١, S. ٨٦٣ (
(١) Sami, a. g. e., s. ٣٣٨٣; E. Hongmman" Kerbela" ISLAM ANSIKLOPEDISI, Istanbul ٧٦٩١. c. ٦, s. ٠٨٥.
(٢) Oz.,a.g.m.,XXV / ١٧٢.