عام ، وكما أن الزوار لا يستطيعون الإقامة هناك بدون أجرة ، فإنهم أيضا كانوا يشترون احتياجاتهم من الطعام والحطب وغيره بأسعار باهظة ، وعلى هذا كانت بعض تلك المنازل والخانات تدار من قبل الإيرانيين ولذا فقد كان الإيرانيون الذين يديرون المنازل يستغلون الزوار الإيرانيين وكان التأثير السلبي لهذا الاستغلال ينعكس على العلاقات العثمانية الإيرانية ، ويذكر أحمد وفيق أن تلك المشكلة قد ظهرت قبل إدارة التنظيمات ، ولكن بعد تطبيق التنظيمات أوصت الإدارة بإزالة كل تلك الشكاوى تماما أو تقليلها على الأقل ، وطالب بعدم أخذ إيجار من نزلاء الخانات ، وبيع الاحتياجات اليومية بأسعار مناسبة.
أما النقطة السابعة التي كانت مثارا للشكوى فكانت تتعلق بتحصيل ضرائب من الإيرانيين مقابل أخذهم حجر النجف من مقام المسبحة الذي يعد مقدسا عند كل الإيرانيين (١). وأوضح أن إيران تقدمت بطلب بعدم تحصيل تلك الضريبة ، وأوضح أحمد وفيق أنه يجب إعادة النظر في هذا الأمر.
أما موضوع الشكوى الثامنة فكان بخصوص قيام بعض موظفي الجمرك بتحصيل ضرائب عن أمتعة الزوار حتى ملابسهم ، في حين أنهم كانوا لا يدفعون أية ضرائب عن أمتعتهم الخاصة ، وأوضح أحمد وفيق أن إرسال رسالة واحدة للولاية في هذا الأمر سيكون كافيا لحله.
أما المادة التاسعة فكانت تتعلق بكيفية النظر في دعاوى الرعايا الإيرانيين الذين يعيشون في كربلاء والمناطق الأخرى من بغداد ، وكيفية
__________________
(١) يعتقد الشيعة أن تراب النجف وكربلاء مقدس ، ويضعون على سجادات الصلاة الأحجار التي يصنعونها من الأحجار التي تسمى أحجار النجف أو من التراب المقدس ، ويسجدون عليها. كما يعدون تراب كربلاء أيضا مقدسا. ويرغبون في إحضار جزء منه عند زيارتهم لها.