علماء أهل السنة يضعءون علم القراءات اعتبارا من بدايات القرن الثالث الهجري للحفاظ على تلاوة كلام الله بالشكل الذي نزل به وحمايته من التحريف ، وكتبت مئات الآلاف من الكتب المتعلقة بهذا الموضوع.
ويمكن جمع اختلاف القراءات في قسمين رئيسيين :
١ ـ المجموعة الأولى وتشكل الاختلافات التي بين اللهجات العربية ، وهي عبارة عن خصائص ليس لها تأثير بأي شكل من الأشكال على تغيير المعنى ، وتلك الخصائص مثل الإمالات ، والتخفيف والتشديد ، والتسهيل والتحقيق ، والإدغام والإقلاب ، والإخفاء وغيرها.
٢ ـ المجموعة الثانية وتتكون من أشكال القراءة التي تكونت باختلاف الحروف التي في الكلمات ، أو تغيير الكلمات ، وتظهر في مثل هذا النوع معان مختلفة ، وتلك المعاني المتغيرة إما أن توضح بعضها البعض ، أو معنى يوضح معنى آخر مبهم ، أو معنى يفيد القلة والكثرة وغيرها (١).
ومن الملاحظ أن شيعة إيران عكسوا اختلافات القراءة على المعنى ، حاول شاه إيران نادر شاه بسط نفوذه في العراق ببدء الفعاليات المذهبية بدلا من الفعاليات العسكرية ، وكان من ضمن هذه الفعاليات جمع العلماء السنة والشيعة في النجف للاعتراف بالجعفرية كخامس المذاهب الإسلامية ، وكان أحد موضوعات النقاش في هذا الجمع هو الاختلاف الكائن في قراءة القرآن الكريم (٢) ، وتظهر تلك المنازعات التي حدثت بين العلماء الشيعة والعلماء العثمانيين السنة الذين اجتمعوا في النجف عام ١٧٣٦ مدى وأهمية الاختلافات التي نشأت بسبب القراءات.
__________________
(١) Ismail Karacam, Kiraat Ilminin Kur\'an Tefsirindeki Yeri ve Mutevatir Kiraatlarin Yorum Farkliliklarina Etkisi, Istanbul ٦٩٩١, s. ٧٤ ـ ٨٤., ٩٩, ٥٢١ ـ ـ
(٢) Ali Djafar Pour, Nadir Sah Devrinde Osmanli ـ Iran Munasebetleri,) yayimlan ـ mamis doktora tezi (, Istanbul Universitesi Edebiyat Fak., Istanbul ٧٧٩١, s. ٦٢١ ـ ١٧١.; Bekir Topaloglu, Kelam Ilmi : Giris, Istanbul ١٨٩١, s. ٠٣٣ ـ ١٣٣ ـ ـ