وأقول :
هذا وإن لم يكن من المتواترات ، إلّا أنّه ليس من الشواذّ ـ أعني قراءة التابعين ـ ، بل من الآحاد ، وهي القراءات الثلاث ، وقراءة الصحابي ، كما حكى هذا الاصطلاح السيّد السعيد رحمهالله عن « إتقان » السيوطي ، عن القاضي جلال الدين البلقيني (١).
ولا مستند للفضل في النقل عن الشيعة ، إلّا كونها ليست من القراءات السبع المدّعى تواترها ، وهو كما ترى.
وقد ذكر هذه القراءة السيوطي في « الدرّ المنثور » ، قال : أخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، عن ابن مسعود ، أنّه كان يقرأ هذا الحرف : ( وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ ) بعليّ بن أبي طالب (٢).
ويشهد لهذه القراءة ما رواه الحاكم (٣) ، عن يحيى بن آدم ، قال : « ما شبّهت قتل عليّ عمرا إلّا بقول الله عزّ وجلّ : ( فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ ) (٤).
__________________
(١) إحقاق الحقّ ٣ / ٣٧٨ ـ ٣٨٠ ، وانظر : الإتقان في علوم القرآن ١ / ٢١١.
(٢) الدرّ المنثور ٦ / ٥٩٠ ، وانظر : تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٦٠.
هذا ، وقد صرّح ابن تيميّة بأنّ لابن أبي حاتم لسان صدق ، وأنّ تفسيره خال من الموضوعات ، ومتضمّن للمنقولات التي يعتمد عليها في التفسير ، وبأسانيد معروفة.
انظر : منهاج السنّة ٧ / ١٣ و ١٧٨ ـ ١٧٩.
(٣) في كتاب المغازي من المستدرك ، ص ٣٤ من الجزء الثالث [ ٣ / ٣٦ ح ٤٣٣٠ أ ]. منه قدسسره.
(٤) سورة البقرة ٢ : ٢٥١.