وأقول :
لا شكّ أن ليس كلّ مؤمن صدّيقا ؛ لأنّ الصدّيق كثير التصديق وكامله ؛ ولا شهيدا ، وهو ظاهر ؛ فلا بدّ أن يراد الخصوص.
وقد علمنا من الأخبار أنّه ليس في هذه الأمّة صدّيق غير عليّ عليهالسلام ، فلا بدّ أن يكون هو المراد بخصوصه من الآية ، أو الأعمّ منه ومن صدّيقي الأمم الثلاثة.
فقد نقل السيوطي في « الدرّ المنثور » ، بتفسير سورة « يس » ، عن أبي داود ، وأبي نعيم ، وابن عساكر ، والديلمي ، بأسانيدهم عن أبي ليلى ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« الصدّيقون ثلاثة : حبيب النجّار مؤمن آل يس ، الذي قال : ( يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ) (١).
وحزقيل مؤمن آل فرعون ، الذي قال : ( أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ ) (٢).
وعليّ بن أبي طالب ، وهو أفضلهم » (٣).
__________________
(١) سورة يس ٣٦ : ٢٠.
(٢) سورة غافر ٤٠ : ٢٨.
(٣) الدرّ المنثور ٧ / ٥٣ ، وانظر : معرفة الصحابة ١ / ٨٦ ـ ٨٧ ح ٣٤٠ ، شواهد التنزيل ٢ / ٢٢٣ ـ ٢٢٦ ح ٩٣٨ ـ ٩٤٢ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٤٣ وص ٣١٣ ، فردوس الأخبار ٢ / ٣٨ ح ٣٦٨١ ، كفاية الطالب : ١٢٤ ، ذخائر العقبى : ١٠٨ ، الرياض النضرة ٣ / ١٠٤ ، كنز العمّال ١١ / ٦٠١ ح ٣٢٨٩٨.