وأقول :
هذا أيضا ممّا نقله في « كشف الغمّة » ، عن ابن مردويه ، عن مقاتل (١).
ونقله عنه الواحدي في « أسباب النزول » ، إلّا أنّه قال : « يسمعونه » بدل « يكذبون عليه » (٢).
وأشار إليه الزمخشري بقوله : « وقيل : نزلت في ناس من المنافقين يؤذون عليّا ويسمعونه (٣) » (٤).
ووجه الدلالة على المطلوب : إنّ قوله تعالى : ( بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا ) (٥) شهادة ببراءة عليّ عليهالسلام ممّا يقولون ، وإنّ قولهم بهتان ، كما قال سبحانه في تمام الآية : ( فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً ) (٦).
ومن المعلوم أنّ اهتمام الآية ببراءة عليّ عليهالسلام ، وبيان أنّ من آذاه احتمل إثما مبينا ـ مع كثرة ما يصدر من الناس من قول البهتان والإيذاء للمؤمنين ـ ، دليل على عظمته عند الله تعالى وفضله على غيره ، ولا سيّما مع التعبير عنه بصيغة الجمع ، وذكر إيذائه مع إيذاء الله ورسوله ؛ والأفضل أحقّ بالإمامة.
__________________
(١) كشف الغمّة ١ / ٣٢٢.
(٢) أسباب النزول : ٢٠٢.
(٣) التّسميع : الشّتم وإسماع القبيح ؛ انظر : لسان العرب ٦ / ٣٦٦ مادّة « سمع ».
(٤) تفسير الكشّاف ٣ / ٢٧٣.
(٥) أي : بغير جناية واستحقاق للأذى ؛ كما في الكشّاف ٣ / ٢٧٣.
(٦) سورة الأحزاب ٣٣ : ٥٨.