وأقول :
ـ مع أنّ الدليل مفسّر للمراد فيقدّم على الظهور ـ إنّا نمنع ظهورها بما ذكره ، بل ظاهرها الخصوص ؛ إذ ليس كلّ مؤمن متّبعا على الإطلاق ، فتكون « من » للتبعيض لا للبيان.
وحينئذ ، فينبغي إرادة أمير المؤمنين عليهالسلام خاصّة ، حتّى لو لم ترد الرواية بإرادته ؛ إذ لا اتّباع على الإطلاق من غيره.
وحينئذ ، فتدلّ الآية على إمامته ؛ لأنّ الاتّباع المطلق يقتضي العصمة ، وهي شرط الإمامة ، ولا عصمة لغيره بالإجماع.
على أنّ الله سبحانه لمّا قرنه بنفسه المقدّسة ، وأخبر عنه ـ لا غيره من المسلمين ـ بأنّه حسبه ، دلّنا على فضله وامتيازه على كلّ أحد ، فيكون هو الإمام.
والمراد : حسبك الله ناصرا (١) ، وعليّ متّبعا ، فلا تذهب نفسك حسرات على من لم يتّبعك.
ويحتمل ـ كما هو الأقرب ـ أن يكون المراد : إنّهما حسبه في النصرة ، ولا يلزم الشرك كما زعم ابن تيميّة (٢) ؛ لأنّه كقوله تعالى : ( فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ... ) (٣) (٤).
__________________
(١) انظر : لسان العرب ٣ / ١٦٣ مادّة « حسب ».
(٢) منهاج السنّة ٧ / ٢٠١ ـ ٢١١.
(٣) سورة التحريم ٦٦ : ٤.
(٤) انظر : تفسير الدرّ المنثور ٨ / ٢٢٤.