وأقول :
لم يتعرّض الفضل للجواب عن هذه الآية الكريمة ؛ لسقوطها عن نسخته ، وقال : « لم يذكر هنا الأوّل ، وكأنّه في الحساب أيضا غالطا » (١).
والأولى بالغلط من ينصب خبر « كأنّ » ، ويطلق الأوّل ، ويريد : « الحادي » بلا نكتة تقتضيه.
ووجه الدلالة في ذلك على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام ، أنّه سبحانه عبّر عنه بصيغة الجمع فقال : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) (٢) ، فدلّ على أنّه عليهالسلام بمنزلة جميع المتّقين ؛ لأنّه قوام التقوى وأساسها ، فهو أعظم الأمّة وأفضلها ؛ فيكون هو الإمام.
وأيضا : فقد بشّرت الآية عليّا عليهالسلام بشخصه بالجنّة ، وهو عالم بذلك ؛ لأنّ عنده علم الكتاب ، وقد سبق أن هذا يقتضي عصمته أو أفضليّته على غيره ؛ فيكون هو الإمام (٣).
وقد نقل في « كشف الغمّة » عن ابن مردويه خبرا آخر ، رواه عن جابر ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال في آخره : « أبشر يا عليّ! ما من عبد ينتحل مودّتنا إلّا بعثه الله معنا يوم القيامة » ثمّ قرأ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) (٤).
__________________
(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٣٩٧.
(٢) سورة القمر ٥٤ : ٥٤ و ٥٥.
(٣) انظر الصفحة ١١٩ من هذا الجزء.
(٤) كشف الغمّة ١ / ٣٢١.