وأقول :
هذا ممّا حكاه في « كشف الغمّة » ، عن ابن مردويه (١).
وأوّل الآية : ( وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (٢).
وهذا المثل ـ كما تدلّ عليه الآيات السابقة على هذه الآية ـ قد ضربه الله سبحانه لنفسه وللأصنام ، فمثّلها بالأبكم العاجز ، ومثّل نفسه المقدّسة بعليّ عليهالسلام ، وقال سبحانه : ( لِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى ) (٣).
فيكون عليّ عليهالسلام أعلى وأفضل من سائر الأمّة وإمامها ..
وأيضا : قد دلّ على أنّه على الصراط المستقيم ، فيكون معصوما ..
وعلى أنّه يأمر بالعدل أيضا ، فيكون أفضل وأولى بالإمامة ممّن قال :
« أما والله ما أنا بخيركم ، أفتظنّون أنّي أعمل فيكم بسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا لا أقوم بها ، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يعصم بالوحي ، وكان معه ملك ، وإنّ لي شيطانا يعتريني ، فإذا غضبت فاجتنبوني ، أن لا أؤثّر في أشعاركم وأبشاركم » (٤).
__________________
(١) كشف الغمّة ١ / ٣٢٤.
(٢) سورة النحل ١٦ : ٧٦.
(٣) سورة النحل ١٦ : ٦٠.
(٤) الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٣ / ١٥٩ ، المعيار والموازنة : ٦١ ، الإمامة والسياسة ١ / ٣٤ ، تاريخ الطبري ٢ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥ ، تاريخ دمشق ٣٠ / ٣٠٣ و ٣٠٤ ، ـ