وأقول :
ذكر الرازي في المراد بالإنسان قولين ، قال :
« الثاني : إنّ المراد منه شخص معيّن ..
قال ابن عبّاس : يريد جماعة من المشركين ، كالوليد (١) ، والعاص (٢) ، والأسود (٣).
__________________
(١) هو : الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، يكنّى أبا عبد شمس ، كان من حكّام قريش وزعمائها ، ومن زنادقتها ، ومن المستهزئين برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والمشاركين في هدم الكعبة ، هلك مشركا ، وذلك لمروره برجل من خزاعة يريش نبلا له ، فوطئ على سهم منها فخدشه ، ثمّ أومأ جبريل إلى ذلك الخدش بيده فانتفض ، ومات على أثر هذا الخدش بعد الهجرة بثلاثة أشهر وهو ابن خمس وتسعين سنة ، ودفن بالحجون ، فأوصى إلى بنيه أن يأخذوا ديته من خزاعة ، فأعطت خزاعة ديته.
انظر : الكامل في التاريخ ١ / ٥٩٢ ـ ٥٩٣ ، تاريخ اليعقوبي ١ / ٣١٢ و ٣٤٤ ، البداية والنهاية ٣ / ٨٤ و ٨٥ و ٩٦ و ١٨٥ ، تاريخ الطبري ١ / ٥٢٦ وج ٢ / ٩.
(٢) هو : العاص ـ أو : العاصي ـ بن وائل السهمي ، وهو والد عمرو ، كان أحد الحكّام في الجاهلية ، أدرك الإسلام ، وظلّ على الشرك ، ويعدّ من المستهزئين ، ومن الزنادقة ، وهو القائل لمّا مات القاسم ابن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ محمّدا أبتر لا يعيش له ولد ذكر ؛ فأنزل الله : ( إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ).
مات لمّا ركب حمارا له ، فلمّا كان بشعب من شعاب مكّة ربض به حماره ، فلدغ في رجله ، فانتفخت حتّى صارت كعنق البعير ، فقالوا : لدغته الأرض ، فمات منها بعد هجرة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ثاني شهر دخل المدينة ، وهو ابن خمس وثمانين سنة.
انظر : الكامل في التاريخ ١ / ٥٩٣ ـ ٥٩٤ ، تاريخ اليعقوبي ١ / ٣٤٤ ، البداية والنهاية ٣ / ٨٤ و ٨٥ و ٩٦ و ١٨٥ ، تاريخ الطبري ٢ / ٩.
(٣) هو : الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى بن قصي ، يكنّى أبا زمعة ، من ـ