وأقول :
إطلاق « لسان الصدق » على الذكر الجميل إنّما هو من باب الكناية أو المجاز ، فلا يبعد صدقه من هذه الباب على الولد الصالح الذي به الفخر والذكر الخالد ، ولا مرجّح للأوّل.
وقد حكى الرازي في أحد تأويلات « لسان الصدق » ، أنّ المراد به بعثة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم (١) ، فليس هذا النحو من التفسير من خواصّ الشيعة ، بل زعم القوم ما هو أبعد منه ، كما نقله الفضل في الآية الأربعين (٢).
وأمّا دلالتها ـ بناء على ذلك المعنى ـ على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام فمن وجهين:
الأوّل : إنّها صرّحت بعرض ولايته على إبراهيم عليهالسلام ، وليس هو إلّا لكون ولايته مطلوبة لله سبحانه ، قديما وحديثا ، وهو أعظم دليل على فضله وإمامته.
ويعضده ما سبق في الآية السادسة عشرة ، وهي قوله تعالى : ( وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا ... ) (٣) الآية ، من أنّ الأنبياء عليهمالسلام بعثوا على الشهادتين وولاية عليّ عليهالسلام (٤) ..
وفي الآية الثالثة والثلاثين ، وهي قوله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ
__________________
(١) تفسير الفخر الرازي ٢٤ / ١٥٠.
(٢) راجع الصفحة ١٩٥ من هذا الجزء.
(٣) سورة الزخرف ٤٣ : ٤٥.
(٤) راجع الصفحة ٣٩ من هذا الجزء.