وقال الفضل (١) :
نزلت في عبد الله بن الزّبعرى (٢) ، حين نزل : ( إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ) (٣) ، فقال ابن الزبعرى : عيسى عبد ، فهو يدخل جهنّم!
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما أجهلك بلغة قومك!
فإنّ « ما » لا يراد به ذوو العقول ، وعيسى من ذوي العقول.
فأنزل الله تعالى : ( وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ) (٤).
وإن صحّ ، فهو في حكم أخواتها.
* * *
__________________
(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٣ / ٤٠٢.
(٢) هو : عبد الله بن الزبعرى بن قيس بن عديّ السهمي ، يصل نسبه إلى مضر بن نزار ، وهو أحد شعراء قريش المعدودين ، كان شاعرا مفلّقا خبيثا ، وكان مؤذيا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يهجو المسلمين ، ويحرّض عليهم كفّار قريش في شعره ، ثمّ أسلم بعد ذلك ، فقبل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إسلامه ، وأمّنه يوم الفتح ، قيل : توفّي سنة ١٥ ه.
انظر : الأغاني ١٥ / ١٧٤ رقم ١٣ ، المؤتلف والمختلف ـ للآمدي ـ : ١٩٤.
(٣) سورة الأنبياء ٢١ : ٩٨.
(٤) تفسير الفخر الرازي ٢٧ / ٢٢٢ ، تفسير البغوي ٤ / ١٢٨ ، تفسير القرطبي ١٦ / ٦٩ ، الكشّاف ٣ / ٤٩٣ ، زاد المسير ٧ / ١٤١ ، روح المعاني ٢٥ / ١٤٢.