وقال مقاتل : نزلت في أبي لهب ، وفي خبر مرفوع : إنّه أبو جهل » (١)
وحينئذ : يكون الاستثناء منقطعا بالضرورة ، كما صرّح به النيشابوري (٢) ، فإنكار الفضل للقول به كما ترى.
وأمّا قوله : « لا يصحّ تخصيص المؤمنين بعليّ وسلمان ؛ فإنّ غيرهم من المؤمنين ليسوا في خسر » ، فمن قلّة التأمّل ..
قال الرازي : « ها هنا احتمالان :
الأوّل : في قوله تعالى : ( لَفِي خُسْرٍ ) (٣) أي : في طريق الخسر ، وهذا كقوله في آكل أموال اليتامى : ( إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً ) (٤) لمّا كانت عاقبته النار.
الاحتمال الثاني : إنّ الإنسان لا ينفكّ عن خسر ؛ لأنّ الخسر هو تضييع رأس المال ، ورأس ماله هو عمره ، وهو قلّما ينفكّ عن تضييع عمره ؛ وذلك لأنّ كلّ ساعة تمرّ بالإنسان ، فإن كانت مصروفة إلى المعصية
__________________
ـ المستهزئين برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان وأصحابه يتغامزون بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه ويقولون : « قد جاءكم ملوك الأرض ومن يغلب على كنوز كسرى وقيصر » ويصفّرون به ويصفّقون ، فدعا عليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يعمى ويثكل ولده ، فجلس في ظلّ شجرة فجعل جبريل يضرب وجهه وعينيه بورقة من ورقها وبشوكها حتى عمي ، ومات والناس يتجهّزون إلى معركة أحد ، وهو يحرّض الكفّار وهو مريض ؛ وقتل ابنه معه ببدر كافرا ، قتله أبو دجانة الأنصاري رضياللهعنه.
انظر : الكامل في التاريخ ١ / ٥٩٥ ، تاريخ اليعقوبي ١ / ٣٤٤ ، البداية والنهاية ٣ / ٨٥.
(١) تفسير الفخر الرازي ٣٢ / ٨٧ ـ ٨٨.
(٢) تفسير النيسابوري ٦ / ٥٥٩.
(٣) سورة العصر ١٠٣ : ٢.
(٤) سورة المائدة ٤ : ١٠.