فلما أكثر (١) قومه عليه ، وعنّفوه في تأخره أتى يزيد بن معاوية ، فأقام ببابه شهرا فلم يصل إليه ، فرجع وقال : والله لا يراني ما حملت عيني الماء إلّا أسيرا أو قتيلا وأنشأ يقول :
فو الله لا آتي يزيد ولو حوت |
|
أنامله ما بين شرق إلى غرب |
لأن يزيدا غيّر الله ما به |
|
جموح إلى السوأى مصرّ على الذنب |
فقل لبني حرب تقوا الله وحده |
|
ولا تسعدوه في البطالة واللعب |
ولا تأمنوا التغيير إن دام فعله |
|
ولم ينهه عن ذاك شيخ بني حرب |
أيشربها صرفا إذا الليل جنّه |
|
معتقة كالمسك تختال في القلب |
ويلحى عليها شاربيها وقلبه |
|
يهيم بها إن غاب يوما عن الشرب |
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني ، قال :
وأما حزانة بالنون ، فهو أبو حزانة الشاعر التميميّ ، قال ابن الكلبي : اسمه الوليد بن حنيفة من بني ربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ، كان مع عبد الرّحمن بن محمّد بن الأشعث ، وذكر له حديثا فيه قبح.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٢) : وأما حزانة بضم الحاء وبعد الألف نون فهو أبو حزانة الشاعر التميميّ ، قال ابن الكلبي : اسمه الوليد بن حنيفة من بني ربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ، كان مع ابن الأشعث.
أخبرنا أبو الحسين (٣) بن الفرّاء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أخبرنا أبو جعفر المعدّل ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سليمان ، حدّثنا الزبير بن بكّار ، قال : وعبد الحميد بن عبد الله يعني ابن عامر هو الذي قتل ناشرة المجاشعي (٤) فقال أبو حزانة (٥) :
لعمري لقد هدت قريش عروشها (٦) |
|
بأبيض فيّاض (٧) العشيّات أزهرا |
قال : ومن ولد عبد الله بن عامر ترفل وهو عبيد الله بن عبد الكريم بن عبد الله بن (٨)
__________________
(١) الأصل وم : كثر ، والمثبت عن «ز» ، والأغاني.
(٢) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٤٥٩.
(٣) في م : الحسن.
(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الأغاني : اليربوعي.
(٥) البيت في الأغاني ٢٢ / ٢٥٩ من عدة أبيات.
(٦) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» ، والأغاني : عروشنا.
(٧) الأغاني : نفاح.
(٨) قوله : «بن عبد الله» لم تكرر في «ز».