مخرجي هم؟» [١٢٩٠٩] قال ورقة : نعم ، لم يأت رجل قط بما جئت به إلّا عودي ، وإن لم يدركني يومك أنصرك نصرا موفورا ، ثم لن ينشب ورقة أن توفي (١).
قال : وحدّثنا الزبير ، حدّثني عمّي مصعب بن عبد الله ، حدّثني الضحّاك بن عثمان عن (٢) عبد الرّحمن بن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه.
أن خديجة بنت خويلد كانت تأتي ورقة بما يخبرها رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه يأتيه فيقول ورقة : والله لئن كان ما يقول حقا إنه ليأتيه الناموس الأكبر ، ناموس عيسى الذي ما يخبّره (٣) أهل الكتاب إلّا بثمن ولئن نطق وأنا حي لأبلين الله فيه بلاء حسنا.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الكرماني ، أخبرنا أبو الفضل محمّد ابن أحمد بن أبي جعفر الطّبسي (٤) ، أنا القاضي أبو بكر المروزي الصدفي ، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن حكيم العامري ، حدّثنا أبو الموجّه محمّد بن عمرو بن الموجّه ، أنا سعيد العامري ، نا حمّاد بن سلمة ، أخبرنا هشام بن عروة ، عن أبيه.
أن زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل ذهبا نحو الشام يلتمسان الدين ، فأتيا على راهب ، فسألاه فقال : إن الذي تطلبان لم يجيء بعد ، وهذا زمانه ، وإنّ نبي هذا الدين يخرج من قبل تيماء (٥) ، فرجعا ، فقال ورقة : أما أنا فأقيم على نصرانيتي حتى يبعث هذا النبي ، وقال زيد بن عمرو : وأما أنا فأعبد رب هذا البيت حتى يبعث النبي ، وكان زيد يأتي على بلال وهو يعذّب في الله فيقول : يا بلال أحد أحد ، والذي نفسي بيده لئن قتلت لأتخذنّك حنانا (٦) ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «يبعث زيد أمّة وحده» ، وكان زيد يأتي على الصبيّة وقد وئدت ، فيستخرجها فيسترضع لها حتى تشبّ ، وقد ذكرت في ترجمة زيد بن عمرو أنه بلغ البلقاء ، لا شك أن ورقة كان معه.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو بكر البيهقي (٧) ، أنا أبو عبد الله الحافظ ،
__________________
(١) الحديث في الأغاني ٣ / ١٢٠.
(٢) تحرفت بالأصل وم إلى : بن ، والمثبت عن «ز».
(٣) في الأغاني : يجيزه.
(٤) الأصل وم : الطيبي ، والمثبت عن «ز».
(٥) تيماء : بليد في أطراف الشام بين وادي القرى والشام ، على طريق حاج الشام ودمشق (معجم البلدان).
(٦) الحنان : الرحمة والعطف ، أراد لأجعلن قبره موضع حنان أي مكانا أتبرك به ، وأتمسح به تبركا.
(٧) رواه البيهقي في دلائل النبوة ٢ / ١٥٨ ـ ١٥٩ وعن البيهقي في البداية والنهاية ٣ / ٩.