إسحاق الكاتب ، نا سعيد بن منصور ، قال : قدم وكيع مكة حاجّا فرآه الفضيل بن عياض ، وكان وكيع سمينا ، فقال الفضيل : ما هذا السمن وأنت راهب العراق؟ فقال له وكيع : هذا من فرحتي بالإسلام ، فأفحمه.
أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم الحافظ (١) ، نا إبراهيم بن عبد الله ، نا محمّد بن إسحاق قال : سمعت أبا السائب سلم (٢) بن جنادة يقول : جالست وكيع بن الجرّاح سبع سنين ، فما رأيته بزق ولا رأيته مس والله حصاة بيده ، ولا رأيته جلس مجلسه فتحرك ، وما رأيته إلّا مستقبل القبلة ، وما رأيته يحلف بالله.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا محمّد بن الحسن ابن أحمد الأهوازي ، حدّثنا محمّد بن إسحاق القاضي ، نا سعيد بن جعفر ، حدّثنا أبو عثمان الورّاق ، قال : اجتمع أصحاب الحديث عند وكيع قال : وعليه ثوب أبيض ، فانقلبت المحبرة على ثوبه ، فسكت مليا ثم قال : ما أحسن السواد في البياض.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق ، أنا محمّد بن أحمد بن البراء ، نا أحمد بن محمّد ، أخبرني بعض أصحابنا عن وكيع بن الجرّاح قال : أغلظ رجل لوكيع بن الجرّاح ، فدخل وكيع بيتا ، فعفر وجهه في التراب ثم خرج إلى الرجل فقال : أزد وكيعا بذنبه ، فلولاه ما سلطت عليه.
قال (٤) : وأخبرنا محمّد بن أبي علي الأصبهاني ، نا محمّد بن إسحاق القاضي ـ بالأهواز ـ نا عيسى بن سليمان ورّاق داود [نا داود](٥) قال : سمعت إبراهيم بن الشمّاس يقول : لو تمنيت كنت أتمنى عقل ابن المبارك وورعه ، وزهد ابن فضيل ورقته ، وعبادة وكيع وحفظه ، وخشوع عيسى بن يونس ، وصبر حسين الجعفي ، صبر ولم يتزوج ولم يدخل في شيء من أمر الدنيا.
__________________
(١) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٨ / ٣٦٩.
(٢) الأصل ، وم ، و «ز» : سالم ، تصحيف ، والمثبت عن حلية الأولياء.
(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٥٠٣.
(٤) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ٥٠٣ وتهذيب الكمال ١٩ / ٤٠٣ من طريق داود بن رشيد.
(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك لتقويم السند عن «ز» ، وتاريخ بغداد.