أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة ، أنا ابن عدي قال : سمعنا ابن سنان ـ يعني ـ عمر المنبجي يقول : سمعت إبراهيم بن سعيد الجوهري يقول : ما رأيت أحدا ممن يشبه السلف إلّا ثلاثة : علي بن الحسن بن شقيق ، وأبو داود الحفري ، وسعيد بن عامر ، قلت له : فوكيع؟ قال : كان وكيع عابدا ، ولكن لا يغتر بالكوفيين.
أخبرنا أبو منصور المقرئ ، أخبرنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، حدّثنا ـ أبو بكر (١) ، أنا القاضي أبو العلاء الواسطي ، نا علي بن الحسن (٢) الجراحي ، نا أحمد بن محمّد بن الجرّاح ، نا محمّد بن علي الورّاق قال : سألت أحمد بن حنبل فقلت : أيّما أحب إليك وكيع بن الجرّاح ، أو عبد الرّحمن بن مهدي؟ قال : أما وكيع فصديقه حفص بن (٣) غياث النخعي ، فلما ولي القضاء حفص ما كلمه وكيع حتى مات ، وأما عبد الرحمن بن مهدي فصديقه معاذ بن معاذ العنبري ، فلما ولي معاذ القضاء ، ما زال عبد الرحمن صديقه حتى مات ، وقد عرض على وكيع القضاء فامتنع منه.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ـ فيما قرأ عليّ إسناده وناولني إيّاه وقال اروه عنّي ـ أنا محمّد بن الحسن ، أخبرنا المعافى بن زكريا القاضي (٤) ، نا ابن مخلد ، نا حمّاد بن المؤمل أبو جعفر الضرير الكلبي ، حدّثني شيخ على باب بعض المحدّثين قال : سألت وكيعا عن مقدمه هو وابن إدريس وحفص على هارون الرشيد فقال لي : ما سألني عن هذا أحد قبلك ، قدمنا على هارون أنا وعبد الله بن إدريس وحفص بن غياث ، فأقعدنا بين السريرين ، فكان أوّل من دعا به أنا ، فقال لي هارون : يا وكيع ، قلت : لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : إن أهل بلدك طلبوا منّي قاضيا وسمّوك لي فيمن سمّوا ، وقد رأيت أن أشركك في أمانتي وصالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة ، فخذ عهدك وامض ، فقلت : يا أمير المؤمنين أنا شيخ كبير وإحدى عيني ذاهبة ، والأخرى ضعيفة ، فقال هارون (٥) : اللهمّ غفرا ، خذ عهدك أيها الرجل وامض ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، والله لئن كنت صادقا إنه لينبغي أن تقبل مني ولئن كنت
__________________
(١) الخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ٥٠٧.
(٢) كذا بالأصل وم وتاريخ بغداد ، وفي «ز» : الحسين.
(٣) من هنا .. إلى قوله : صديقه ، غير مقروء بالأصل لسوء التصوير والمثبت عن «ز» ، وم ، وتاريخ بغداد.
(٤) رواه القاضي المعافى بن زكريا القاضي في الجليس الصالح الكافي ١ / ٤٢٣ ـ ٤٢٤.
(٥) كتبت اللفظة فوق الكلام بين السطرين بالأصل.