تفسيره ، وقتلت عائشة مدبّرة سحرتها فيما يذكر ، ولم يثبت وإنما ثبت أنها باعتها (١) ، وفعلت ذلك أيضا حفصة ، وقع قتل حفصة لها في أحكام القرآن لإسماعيل القاضي ، وذكر أن عثمان أنكر ذلك عليها إذ فعلته دون أمر السلطان ، (٢) وذكر ابن المنذر أن عائشة باعتها ، وذكر الحديث عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «حد الساحر ضربه بالسيف» ، وقال في إسناده مقال أنه من رواية إسماعيل بن مسلم وهو ضعيف.
وفي كتاب النسائي وأبي داود عن ابن عباس أن رجلا أعمى سمع أم ولد له تسب النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقتلها فأهدر النبيّ صلىاللهعليهوسلم دمها (٣).
وفي هذا الحديث من الفقه : أن من سبّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم قتل ولم يستتب ، بخلاف المرتد. وذكر ابن المنذر في الأشراف أن عوام العلماء أجمعوا على ذلك إلا ما روي عن أبي حنيفة ـ رضياللهعنه ـ أن من سب النبيّ صلىاللهعليهوسلم من أهل الذمة لم يقتل لأن ما هو عليه من الشرك أعظم ، والحجة عليه أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله ، فانتدب إليه جماعة بإذن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقتلوه (٤). وزاد الفضل في كتابه وصاحب الشرف وأتوا برأسه إلى النبي صلىاللهعليهوسلم في مخلاة.
وفي قول أبي بكر الصديق لأبي برزة الأسلمي : إذا أراد قتل رجل آذى أبا بكر بلسانه فقال له أبو بكر : ليست هذه لأحد بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٥) ، دليل بيّن أن من سبّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم قتل ، وكذلك يقتل من آذاه أو عابه أو انتقصه. رواه عيسى عن ابن القاسم في المستخرجة.
وروى ابن وهب عن مالك أنه قال : من قال إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسخ ازدراء على رسول الله صلىاللهعليهوسلم أو استنقاصا قتل (٦).
وفي المستخرجة روي عن عيسى عن ابن القاسم : من سب النبيّ قتل بعد أن يستتاب كالمرتد ، وميراثه لجماعة المسلمين وسواء أظهر ذلك أو أسرّه. وكذلك في الواضحة لمالك وابن القاسم وغيرهما ، وفي غير الكتابين يقتل بغير استتابة. ذكره ابن الحكم عن مالك.
__________________
ابن مسلم المكي يضعف في الحديث. والصحيح عن جندب موقوف. أقول إسماعيل بن مسلم المكي ـ قال الذهبي : متفق على ضعفه. وقال في الكاشف. ضعفوه وتركه النسائي.
(١) ذكره ابن قيم في زاد المعاد. باب في حكمه صلىاللهعليهوسلم في الساحر (ج / ٥ / ٦٢) وقال رواه ابن المنذر.
(٢) رواه البيهقي في السنن (٨ / ١٣٦) من حديث ابن عمر رضياللهعنهما. وإسناده صحيح.
(٣) رواه أبو داود (٤٣٦١) ، والنسائي (٧ / ١٠٧ و ١٠٨) ، والدارقطني (٤ / ٢١٦ و ٢١٧) من حديث ابن عباس. والحاكم (٤ / ٣٥٤) وصححه ووافقه الذهبي.
(٤) رواه البخاري (٢٥١٠ و ٣٠٣١) ، ومسلم (١٨٠١) ، وأبو داود (٢٧٦٨) من حديث جابر رضياللهعنه.
(٥) رواه أبو داود رقم (٤٣٦٣) ، والنسائي (٧ / ١٠٨ و ١٠٩) وإسناده صحيح من حديث أبي برزة رضياللهعنه.
(٦) ذكره القاضي عياض في الشفاء ، باب من سب النبي صلىاللهعليهوسلم وانتقصه من كلام مالك رحمهالله موقوفا عليه.