للفارس سهمان : سهم له ، وسهم لفرسه ، واحتج بحديث رواه مجمّع بن حارثة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه قسم يوم خيبر لمائتي فرس ، فأعطى الفارس سهمين ، وأعطى الراجل سهما (١). واحتج أيضا برواية ابن المبارك قال : حدثنا عبد الله بن المبارك عن نافع عن ابن عمر أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم جعل للفارس سهمين ، وللراجل سهما (٢). ولا حجة له في شيء من ذلك لأن ابن عباس روى في قسمة خيبر خلاف ذلك. وأكثر أصحاب عبد الله بن عمر خالفوا روايته ، وكانت خيبر لأهل الحديبية خاصة ألف وأربعمائة ، ولم يغب من أهل الحديبية إلا جابر بن عبد الله ، فقسم له رسول الله رسول الله صلىاللهعليهوسلم سهمه (٣) ، ومضى على ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم في مغازيه كلها : للفرس سهمين ، وللراكب سهم
قال ابن إسحاق. وكانت الخيل يوم بني قريظة : ستة وثلاثين فرسا. كذلك وقع في المدوّنة ، وكانت أول فيء وجبت فيه السهمان ، وأخرج منه الخمس ومضت به السنة. وقال أيضا إسماعيل القاضي : قال إسماعيل وأحسب أن بعضهم قال : ونزل أمر الخمس بعد ذلك ، ولم يأت في ذلك من الحديث بيان شاف ، وإنما جاء ذكر الخمس يقينا في غنائم حنين وهي آخر غنيمة حضر رسول الله صلىاللهعليهوسلم حربها.
قال الواقدي في كتاب المفضل : أول خمس خمّس في غزوة بني قينقاع بعد بدر بشهر وثلاثة أيام ، حاصرهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم خمس عشرة ليلة ، فنزلوا على حكمه ، فصالحهم على أن له ـ عليهالسلام ـ أموالهم ، ولهم النساء والذرية ، فأخذ عليهالسلام من سلاحهم ثلاث قسي ودرعين وثلاثة أسياف وخمّس أموالهم.
قال البزار في مسنده : وكان المسلمون يوم بدر : ثلاثمائة وثلاثة عشر ، من المهاجرين : سبعة وسبعون ، ومن الأنصار : مائتان وستة وثلاثون ، ولواء المهاجرين مع علي ، ولواء الأنصار مع سعد بن عبادة (٤) ، وكان فيهم عشرون من الموالي (٥) وكان معهم ثلاثة أفراس : فرس الزبير ،
__________________
(١) رواه أحمد في المسند (٣ / ٤٢٠) و (١٥٤٧٠) ، وأبو داود (٢٧٣٦ و ٣٠١٥) ، والحاكم (٢ / ١٣١) ، والبيهقي في السنن (٦ / ٣٢٥) وإسناده ضعيف. وقال الحافظ في الفتح. في إسناده ضعف. وانظر نصب الراية (٣ / ٤١٦ و ٤١٧).
(٢) رواه الدارقطني في السنن (٤ / ١٠٦) ـ وقال : قال أحمد كذا لفظ نعيم. عن ابن المبارك والناس يخالفونه ـ قال النيسابوري ـ ولعل الوهم من نعيم لأن ابن المبارك من أثبت الناس.
(٣) رواه ابن هشام في السيرة (٣ / ٣٤٩) ذكر مقاسم خيبر وأموالها وقال : قال ابن اسحاق. وذكره.
(٤) رواه البزار رقم (١٧٨٣). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٦ / ٩٢) وقال : رواه البزار وفيه الحجاج بن أرطأة وهو مدلس. وقال البزار : لا نعلم له إسنادا أحسن من هذا الإسناد وإبراهيم الكوفي مشهور. روى عنه يحيى بن اليمان ، وابن الأصبهاني ، وأبو غسان وغيرهم.
(٥) رواه البزار (١٧٨٥) ، والطبراني (١٧٨٥) ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٦ / ٩٣) وقال : رواه البزار والطبراني. وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني ضعيف.