يحاول بعض الناس دائما المخادعة ، تارة مع هذا وطورا مع ذاك لإنتزاع الأتاوات ، ولا هم لهم سوى الحاق الأذى بالمستطرقين. وفي سبيل المثال : وصل قبلنا إلى هناك مركب أخذوا من راكبيه ستين قطعة من نقود البندقية دون وجه من العدالة. وحاولوا فعل الشيء نفسه معنا لو لا وجود بعض الأشخاص المتقدمين في رفقتنا منهم الخواجا سليمان وعثمان مكروس (مغروس ، مجروس؟) وهما من أكابر القوم إذ كانا موضع أحتفاء حيثما مررنا ، ولو لا وجودهما لتلقينا المعاملة نفسها ـ المهيمنة ـ في إنتزاع الأتاوات. مهما يكن من أمر فقد أجبرنا على منح الباشا التابع للزعيم قالبي سكر وأثني عشرة صابونة. كما أعطينا الباشا آخر خمس عشرة صابونة ، وإلى شيخ المدينة وهو الكتخدا ما يقارب ذلك. عندئذ توقفوا عن الألحاح ، ولم يطلبوا أكثر من المعتاد أي شاهيين عن الحمل الواحد من الأقمشة ، أو ثمانية عشر من فئة المؤيدي للحمل الواحد ، وكذلك عن الوبريات والقماش المسمى موكياري.
في هذا الموقع أبدلنا الملاحين العاملين في مركبنا وفي السفن الأخرى ، فأمامنا خمسة أيام صعبة وخطرة. وأتفقنا مع الربان على أن ندفع له تسع شاهيات ، وللملاحين
__________________
الهمداني إليها بكونها من المدن المشهورة بخمرها ، ووصف الشابشتي كرومها : الديارات ، تحقيق كوركيس عواد ، ط ٢ (١٩٦٦) ص ٢٢٨.