وسَاوَيْتُ هذا بهذا ، أي : رفعته حتى بلغ قدره ومبلغه ، كما قال الله عزوجل : (حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ)(٣٩٨) ، أي : الجبلين ، أي : ردم طريقي يأجوج ومأجوج بالقطر ، أي : سَوَّى أحدهما بالآخر ، أي : رفعه حتى بلغ طوله طولهما.
والْمُسَاوَاةُ والِاسْتِوَاءُ واحد ، فأما يَسْوَى فإنها نادرة ، لا يقال منه سَوِيَ ولا سَوَى ، وكما أن (نَكَرَ) جاءت نادرة ، ولا يقال منه (يُنْكِرُ) ، وإذا رجعوا إلى الفعل قالوا : يُنْكِرُ ، كذلك إذا رجعوا إلى الفعل من يَسْوَى قالوا : سَاوَى ، وقال بعضهم : يُسَاوِي ويَسْوَى واحد ، إلا أن يَسْوَى مُوَلَّد ، ولا يقال منه فعل ولا يفعل ، ولا يصرف. ويجمع السِّيُ: أَسْوَاءً ، كما قال :
النَّاسُ أَسْوَاءٌ وشَتَّى في الشِّيَمِ (٣٩٩) |
|
وكلهم يجمعهم بيت الأدم |
أي : على اختلاف أخلاقهم ، أي : هم كبيت فيه الأَدَم فمنه الجيد والوسط والرديء.
والسَّوَاءُ ، ممدود : وسط كل شيء.
وسِوَى ، مقصور ، إذا كان في موضع (غير) ففيها لغتان بكسر السين ، مقصور ، وبفتحها ممدود.
ويقال : هما على سَوِيَّةٍ من الأَمْرِ ، أي : على سَوَاءٍ وتَسْوِيَةٍ واسْتِوَاءٍ.
__________________
(٣٩٨) سورة الكهف ٩٦.
(٣٩٩) اللسان (سوا) غير منسوب أيضا.