صفة النّبي صلىاللهعليهوسلم ، والافتراء على الله ، وأخذ الرشوة ، فهددوا على كل جناية بالويل والهلاك.
ومن مزاعم اليهود : ادعاؤهم أن النار لا تمسهم إلا في أيام قليلة معدودة ، هي أربعون يوما مدة عبادتهم العجل ، وأكثر اليهود على أن النار تمسهم سبعة أيام فقط ، لأن عمر الدنيا في زعمهم سبعة آلاف سنة ، فمن عذب في النار ولم يحظ بالنجاة ، يمكث في النار سبعة أيام عن كل ألف سنة يوم. فرد الله عليهم : هل عهد بذلك ربكم إليكم ، ووعدكم به وعدا حقا ، فلن يخلف الله وعده ، أم أنتم تقولون على الله شيئا لا علم لكم به؟ أي أن مثل ذلك القول لا يصدر إلا عن عهد من الله ، أو افتراء وتقوّل عليه ، وبما أنه لم يحدث العهد من الله وهو الوحي والخبر الصادق ، فأنتم كاذبون في دعواكم ، مفترون حين تدعون أنكم أبناء الله وأحباؤه. وقد أكدت السّنّة دعواهم في النجاة من النار بعد أيام قليلة.
روى الإمام أحمد والبخاري والنسائي عن الليث بن سعد ، والحافظ بن مردويه والبخاري عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : «لما فتحت خيبر ، أهديت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم شاة فيها سمّ ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اجمعوا لي من كان من اليهود هنا ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من أبوكم؟ قالوا : فلان ، قال : كذبتم ، بل أبوكم فلان ، فقالوا : صدقت وبررت. ثم قال لهم : هل أنتم صادقيّ عن شيء إن سألتكم عنه؟ قالوا : نعم ، يا أبا القاسم ، وإن كذبناك عرفت كذبنا ، كما عرفته في أبينا ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من أهل النار؟ فقالوا : نكون فيها يسيرا ، ثم تخلفونا فيها ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اخسؤوا ، والله لا نخلفكم فيها أبدا. ثم قال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هل أنتم صادقيّ عن شيء إن سألتكم عنه؟ قالوا : نعم يا أبا القاسم ، قال : هل جعلتم في هذه الشاة سما؟ فقالوا : نعم ، قال : فما حملكم على ذلك؟ فقالوا : أردنا إن كنت كاذبا أن نستريح منك ، وإن كنت نبيا لم يضرّك».