تقوية معنوية وتسلية للمؤمنين كي يتربّوا على حبّ الجهاد والتّحلي بالصفات التي ينالون بها النصر. وهذه الآيات تبيّن أن طريق السعادة في الآخرة بالجهاد والصّبر ، وفي الدّنيا بالثبات على المبدأ والالتفاف حول النّبي في المعركة ، والتضحية والإحسان ، وملازمة الحق والعدل والإنصاف.
التفسير والبيان :
هل ظننتم دخول الجنة وأنتم لم تجاهدوا في سبيل الله ، ولم تصبروا في القتال؟ لا يحصل لكم دخول الجنة حتى تبتلوا وتختبروا ، ويرى الله منكم المجاهدين في سبيله ، والصابرين على مقاومة الأعداء. وهذا مثل قوله تعالى : (الم. أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا : آمَنَّا ، وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) [العنكبوت ٢٩ / ١ ـ ٢].
ويلاحظ أن (أَمْ) منقطعة بمعنى بل ، ومعنى الهمزة فيها الإنكار.
وللجهاد أنواع : جهاد النفس والهوى والشيطان ، وخاصة في عهد الشباب ، وجهاد العدوّ بالنفس لإعلاء كلمة الله والدّفاع عن البلاد والأوطان ، والجهاد بالمال في سبيل الدّين والأمّة والمصلحة العامة ، وجهاد الباطل ومدافعته ونصرة الحق.
والصبر مطلوب عند أداء التكاليف الشرعية الدائمة والمؤقتة ، وطاعة الله والرّسول ، وفي وقت البلاء والشدة والمحنة ، وعند مقاومة الأعداء.
والمراد بنفي العلم من الله عدم ظهوره ووقوعه ، فهو دليل على عدم وقوع الجهاد والصبر منكم ، أما في الحقيقة فالله يعلم ذلك منذ الأزل ، ولكن المراد إقامة الدّليل والبرهان على الناس بصدور ما يوجب لهم الجنة والمغفرة.
ثم خاطب الله بعض المؤمنين الذين لم يشهدوا بدرا ، وكانوا يتمنون أن