(أَمَنَةً) أي أمنا وهو ضد الخوف. (يَغْشى) يغطي ويستر. (يُبْدُونَ) يظهرون. (لَبَرَزَ) لخرج. (مَضاجِعِهِمْ) مصارعهم التي قدر قتلهم فيها.
(لِيَبْتَلِيَ) يختبر. (ما فِي صُدُورِكُمْ) قلوبكم من الإخلاص والنفاق. (وَلِيُمَحِّصَ) يميز. (بِذاتِ الصُّدُورِ) عليم بما في القلوب لا يخفى عليه شيء ، وإنما يبتلي ليظهر للناس.
(الْجَمْعانِ) جمع المؤمنين وجمع المشركين بأحد ، والذين تولوا : هم المسلمون إلا اثني عشر رجلا. (اسْتَزَلَّهُمُ) أزلهم الشيطان بوسوسته ، أي أوقعهم في الزلل والخطأ. (بِبَعْضِ ما كَسَبُوا) من الذنوب ، وهو مخالفة أمر النبي ، فمنعوا التأييد والنصر الإلهي الذي كان وعدهم به ربهم.
سبب النزول :
نزول الآية (١٥٢) :
(وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ...) : قال محمد بن كعب القرظي : لما رجع رسول اللهصلىاللهعليهوسلم إلى المدينة ، وقد أصيبوا بما أصيبوا يوم أحد ، قال ناس من أصحابه : من أين أصابنا هذا ، وقد وعدنا الله النصر؟ فأنزل الله تعالى : (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ) الآية ـ إلى قوله : (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا) يعني الرماة الذين فعلوا ما فعلوا يوم أحد (١).
نزول الآية (١٥٤):
(ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ) : أخرج ابن راهويه عن الزبير قال : لقد رأيتني يوم أحد ، حتى اشتد علينا الخوف ، وأرسل علينا النوم ، فما منا أحد إلا ذقنه في صدره ، فو الله ، إني لأسمع كالحلم قول معتّب بن قشير : لو كان لنا من الأمر شيء ، ما قتلنا هاهنا ، فحفظتها فأنزل الله في ذلك : (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً) ـ إلى قوله : (وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ).
ومعنى قوله : (ما قُتِلْنا هاهُنا) أي لو كان الاختيار إلينا لم نخرج ، فلم
__________________
(١) أسباب النزول للواحدي : ص ٧٢