ثمر الجنة ، أي يجدون ريحها وليسوا فيها. وقيل : إن هذا مجاز ، والمعنى أنهم في حكم الله مستحقون للتنعم في الجنة.
والصحيح من الأقوال : أرواحهم في أجواف طير خضر ، وأنهم يرزقون في الجنة ، ويأكلون ويتنعمون.
٢ ـ غسل الشهداء وتكفينهم والصلاة عليهم : للعلماء رأيان :
قال الحنفية : يكفن الشهيد بثيابه ، ويصلى عليه ، ولا يغسل إذا كان مكلفا طاهرا ، وأما الجنب والحائض والنفساء إذا استشهدوا ، فيغسلون عند أبي حنيفة ، كما يغسل الصبي والمجنون ، وقال الصاحبان : لا يغسّلون. والدليل على عدم التكفين وعدم الغسل حديث جابر عند البخاري : «ادفنوهم بدمائهم» وفي رواية الشافعي وأحمد والبيهقي والنسائي : «زمّلوهم بدمائهم» يعني يوم أحد ولم يغسّلهم. وقد صلّى النبي صلىاللهعليهوسلم على شهداء أحد اثنتين وسبعين صلاة.
وقال الجمهور : لا يغسل الشهيد ولا يكفن ولا يصلى عليه ، ولكن تزال النجاسة الحاصلة من غير الدم ؛ لأنها ليست من أثر الشهادة بدليل حديث جابر المتفق عليه : «أن النبي صلىاللهعليهوسلم أمر بدفن شهداء أحد في دمائهم ، ولم يغسلهم ، ولم يصل عليهم».
وأجمع العلماء على أن الشهيد إذا حمل حيا ، ولم يمت في المعترك ، وعاش وأكل ، فإنه يصلّى عليه ، كما قد صنع بعمر رضياللهعنه.
وأما من قتل مظلوما كقتيل الخوارج وقطاع الطرق وشبه ذلك ، فقال أبو حنيفة والثوري : كل من قتل مظلوما لم يغسّل ، ولكنه يصلى عليه وعلى كل شهيد. وقال الجمهور : يغسل كجميع الموتى إلا من قتله أهل الحرب.
وأما إذا صبّح العدو قوما في منزلهم ولم يعلموا به فقتل منهم ، فيغسلون ويكفنون ويصلى عليهم ؛ لأنهم لم يقتلوا في المعترك بين الصفين.
٣ ـ القتل في سبيل الله والشهادة فيه له ثواب عظيم عند الله ، حتى إنه يكفّر