وجهه ، فذهب فنحاص إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : يا محمد ، انظر ما صنع صاحبك بي ، فقال :
يا أبا بكر ، ما حملك على ما صنعت؟ قال : يا رسول الله ، قال قولا عظيما ، يزعم أن الله فقير ، وأنهم عنه أغنياء ، فجحد فنحاص ، فأنزل الله : (لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا) الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : أتت اليهود النبي صلىاللهعليهوسلم حين أنزل الله : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) فقالوا : يا محمد ، افتقر ربك ، يسأل عباده ، فأنزل الله : (لَقَدْ سَمِعَ اللهُ ..) الآية.
المناسبة :
تناولت الآيات السابقة أحداث معركة أحد ، وما صاحبها من مكائد المنافقين ودسائسهم ومحاولاتهم تثبيط عزائم المسلمين عن الجهاد. وبدأت هذه الآيات ببيان دسائس اليهود في محاربة المسلمين ، ليحذرهم الله منها كما حذرهم من المنافقين. غير أن أفعال اليهود كبائر ومخازي لا تحتمل ، مثل نسبتهم الفقر إلى الله ، ونقضهم العهود ، وقتلهم الأنبياء ، وخيانة الأمانة.
هذه الآيات تسجيل لبعض قبائح اليهود ، فإنه تعالى سمع قولهم الشنيع وسيعاقبهم عليه أشد العقاب ، وهو تهديد ووعيد على مقالتهم ، وهي نسبة الفقر إلى الله والغنى إلى أنفسهم ، ولكنه تعالى سيجازيهم على ذلك ، إذ يلزم من كتابة الذنب وحفظه إنزال العقوبة عليه.
ومن جرائمهم الشنيعة قتلهم الأنبياء قديما بغير حق ولا ذنب ، ونسبة القتل إلى اليهود المعاصرين في زمن نبينا صلىاللهعليهوسلم ، مع أنه كان من أجدادهم ؛ لأنهم كانوا راضين عنه ، مقرين بما ارتكبوا ، متعاطفين مع بني جنسهم ، مما يدل على أن