لزيد بن ثابت : أنشدك بالله ، هل تعلم ما أقول؟ قال : نعم.
قال الحافظ ابن حجر : يجمع بين هذا وبين قول ابن عباس بأنه يمكن أن تكون نزلت في الفريقين معا.
المناسبة :
تحدثت سورة آل عمران عن أهل الكتاب ، فناقشت النصارى ، وحكت أفعالا غريبة عن اليهود ومطاعن في نبوة محمد صلىاللهعليهوسلم ، واستتبع ذلك بيان غزوتي أحد وبدر ، وهنا ذكرت الآيات حالا عجيبة لليهود والنصارى وهي الطعن في الدين ، مع أنهم أمروا ببيان ما في كتابهم (التوراة والإنجيل) من دلائل ناطقة بنبوة محمد صلىاللهعليهوسلم وصدق رسالته.
التفسير والبيان :
هذا توبيخ من الله وتهديد لأهل الكتاب الذين أخذ الله عليهم العهد على ألسنة الأنبياء أن يؤمنوا بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، وأن ينوهوا بذكره في الناس ، فيكونوا على أهبة من أمره ، فكتموا ذلك ، وأخذوا عوضا زهيدا عنه ، وفاتهم ما وعدوا عليه من الخير في الدنيا والآخرة ، فبئست الصفقة صفقتهم ، وبئست البيعة بيعتهم.
وفي هذا تحذير للعلماء أن يسلكوا مسلكهم ، فيصيبهم ما أصابهم ، فعلى العلماء أن يبذلوا ما بأيديهم من العلم النافع ، الدال على العمل الصالح ، ولا يكتموا منه شيئا ، فقد ورد في الحديث المروي من طرق متعددة عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «من سئل عن علم فكتمه ، ألجم يوم القيامة بلجام من نار» (١).
وبيان معنى الآية : اذكر يا محمد حين أخذ الله العهد المؤكد (الميثاق) على أهل الكتاب من اليهود والنصارى بوساطة الأنبياء : أن يبينوا كتابهم للناس
__________________
(١) رواه أحمد وأصحاب السنن والحاكم عن أبي هريرة.