لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٠٥) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (١٠٦) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (١٠٧) تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ (١٠٨) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (١٠٩))
الإعراب :
(يَوْمَ تَبْيَضُ) يوم : منصوب إما بمحذوف مقدر بفعل ، تقديره : اذكر يا محمد يوم تبيض وجوه ، وإما بقوله : (لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) أي استقر لهم هذا العذاب في يوم تبيض وجوه. (أَكَفَرْتُمْ) فيه محذوف مقدر تقديره : فيقال لهم : أكفرتم ، وحذف لدلالة الكلام عليه ، وحذفت الفاء تبعا للقول ، وحذف القول كثير في كلامهم. والهمزة : همزة استفهام ومعناها التّوبيخ والإنكار.
البلاغة :
يوجد طباق مقابلة في قوله : (يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ).
(وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) فيه قصر صفة على موصوف ، حيث قصر الفلاح عليهم.
ويوجد طباق أيضا بين كلمتي (تَبْيَضُ) و (تَسْوَدُّ).
(فَفِي رَحْمَتِ اللهِ) مجاز مرسل ، من باب إطلاق الحال وإرادة المحل ، أي في الجنة ؛ لأنها مكان تنزل الرّحمات.
أما معنى المقابلة الذي جعله بعض البلغاء من أنواع الطباق : فهو أن يؤتي بمعنيين متوافقين أو أكثر ، ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب.